إثرَ هجوم وإعتداء مسلح من سلطات الأمن المحلية ، بأمر مباشر من محافظ الحسكة، (كونه ممثل رئيس النظام في دمشق ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة) ، على جماهير فريق الجهاد أثناء مباراة كرة القدم مع فريق الفتوة القادم من دير الزور على أرض الملعب البلدي في مدينة قامشلو ، سقط عدد من الشهداء والجرحى ، بهدف ترهيب الكورد وإعادة صيانة جدار الخوف، على اثره توافقت أحزاب الحركة الوطنية الكوردية على تشييع الشهداء الأبرياء بشكل يليق بقدسية الشهادة، والمطالبة بإجراء تحقيق دولي في الحادث الإجرامي الغير مبرر وذلك لعدم الثقة بمؤسسات النظام، بالإضافة إلى المطالبة بإيجاد حل سلمي للقضية الكوردية في سوريا و وضع نهاية للسياسات التمييزية التي مارستها الأنظمة السياسية التي مرت على حكم سوريا منذ الإستقلال وخاصة سياسات النظام البعثي الحاكم الذي استهدف الشعب الكوردي في وجوده وعمل على الدوام على تغيير ديموغرافية كوردستان الغربية .
لم تقتصر المظاهرات الشعبية على  مدينة قامشلو كمركز للحدث بل شملت جميع مدن وبلدات كوردستان سوريا بالإضافة إلى أماكن تواجد أبناء وبنات الشعب الكوردي في المدن السورية الرئيسية ، مثل دمشق و حلب واستمرت المظاهرات على مدار عدة أيام، حيث  شلت حركة مؤسسات النظام الرسمية والإدارية  وأخذت الإنتفاضة الكوردية حيزا كبيراً في الإعلام الكوردستاني والعالمي والإقليمي. مما اضطر رأس النظام على الاعتراف علناً بأن الكورد جزء من النسيج الوطني السوري.
بهذه المناسبة، التي ذهبت ضحيتها كوكبة من الشهداء في معظم المدن الكوردية الثائرة والمئات من الجرحى، و الآلاف من المعتقلين والموقوفين عرفياً . نستذكر مجد انتفاضة 12 آذار 2004  ، مع إستمرار الأزمة السورية وعلى مدار إحدى عشر عاماً من القتل والتدمير والتهجير الذي طال كل مناحي الحياة على مساحة البلاد ، رغم صدورقرارات أممية وخاصة القرارين 2118 و 2254 – لإيجاد حل سياسي وسلطة انتقالية تقود مرحلة إجراء انتخابات ووضع دستور جديد .
إنَّ وجود قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب برئاسة امريكا في منطقتنا و إستعدادهم الإشراف والمساعدة والإسهام  في المصالحة الكوردية  لوقف ما جرى و يجري في كل هذه السنوات من انعكاسات سلبية على وجود شعبنا الكوردي ومصير قضيته القومية العادلة ، يتطلب مراجعة صادقة وجادة لمواقف أحزاب الحركة الوطنية الكوردية والعمل بشكل لا يقبل المساومة على تشكيل: مرجعية سياسية، وصيغة توافقية لإدارة المناطق في كوردستان الغربية الخارجة عن إدارة النظام، والمطالبة بانهاء الإحتلال التركي، والفصائل المرتزقة المرتبطة بها لمناطق عفرين وكري سبي، وسري كاني، وتشكيل منصة (بلاتفورم) تضم ممثلين عن القوى الكوردية و عن جميع مكونات المنطقة للإسهام في الحل السياسي في سوريا على قاعدة سوريا ، دولة لا مركزية سياسياً . 
وبهذه المناسبة نستذكر شهداءنا الذين سقطوا في ساحات التظاهر  و أماكن التجمع للتعبير السلمي بمواجهة أجهزة القمع والإجرام للنظام، وننحني إجلالاً على أرواحهم الطاهرة ، ونثمن روح الوحدة والإتفاق الذي ظهر بين أبناء شعبنا في تلك الإنتفاضة.  12آذار2022          

                        حراك خوى بون / Xwebûn