أعلنت الخارجية الأمريكية تعيين “نيكولاس جرانجر”ممثلاً لها إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا خلفاً لمبعوثها السابق ماثيو بيرل.
ويتوقع وصول الممثل الجديد مع فريقه إلى المنطقة بداية شهر أيلول /سبتمبر.
وبحسب مصادر إعلامية فإن “نيكولاس جرانجر” أجرى لقاءات مع الأطراف الكوردية، فور وصوله للمنطقة( مع المجلس الوطني الكوردي ولقاء مع دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية).
ونشرت اليوم الأربعاء 31 آب، صورة لجرانجر مع الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية الجديد بدران جيا كورد، الذي خلف الدكتور عبدالكريم عمر مع كل من نائبا الرئاسة المشتركة عبير إيليا وفنر الكعيط، حيث تم استقبال جرانجر في مقر دائرة العلاقات الخارجية في مدينة قامشلو للتباحث حول هجمات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا والتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
يذكر أن المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية بقيادة حزب الإتحاد الديمقراطي، توقفت منذ نهاية عام 2020، بالرغم من المساعي الأميركية خلال الأشهر الفائتة في توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات وإجراء المسؤول الأميركي ماثيو بيرل لقاءات عديدة مع “قسد” و”المجلس الوطني الكوردي” و”أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية”.
المبعوث الأمريكي الجديد نيكولاس جرانجر هو مستشار السياسة الخارجية لقائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، كان عضواً في السلك الدبلوماسي الأقدم، وكان سابقاً مستشاراً للشؤون السياسية في سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان ، حيث قاد فريقاً سياسياً مكوناً من 25 عضواً لتعزيز السياسة الأميركية، وإدارة العلاقات السياسية الثنائية مع الأردن، والإشراف على إنفاق 400 مليون دولار في شكل مساعدات وبرامج إنسانية للاجئين في الأردن وسوريا ومصر واليمن.
كما عمل جرانجر مع الممثل الخاص للولايات المتحدة لأفغانستان وباكستان في واشنطن وعمل في سفارة الولايات المتحدة في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وكان عضواً في بعثة الولايات المتحدة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) في لاهاي؛ وعمل في سفارة الولايات المتحدة في مدينة سكوبي بمقدونيا حيث غطى أيضاً قضايا في كوسوفو.
وعمل في سفارة الولايات المتحدة في صوفيا ببلغاريا.
ويجيد جرانجر اللغة العربية ويحافظ على مستوى أساسي في الفرنسية والبلغارية والمقدونية، وهو خريج جامعة أبردين (اسكتلندا) وكلية رودس.
وكانت المفاوضات الكوردية – الكوردية، بدأت مطلع شهر نيسان 2020، برعاية أميركية وبإشراف مباشر من القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي.
وتعثرت المفاوضات منذ ما يقارب أكثر من سنة، حيث أعلن آلدار خليل عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، ورئيس هيئة المفاوضات “لأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية”، مطلع تموز الفائت، عن إنهاء الحوار مع “المجلس الوطني الكوردي”،
متذرعاً بأن “المجلس الوطني الكوردي” جزء من “الائتلاف الوطني السوري”، والذي اتهمه بأنه تابع للدولة التركية.
فيما يتهم “المجلس الوطني الكوردي حزب الإتحاد الديمقراطي PYD بعرقلة الحوارات من خلال حملات الاعتقال والتضييق بحق أنصار وأعضاء المجلس إلى جانب التصريحات المسيئة والمضللة من قبل مسؤولي “PYD” للمجلس.
وتضم أحزاب “الوحدة الوطنية الكوردية” مجموعة أحزاب، أكبرها حزب “الاتحاد الديمقراطي (PYD)”، في حين يتكون المجلس الوطني الكوردي من 16 حزباً ويدعو إلى شراكة حقيقية من خلال حل عدة ملفات من أبرزها: عودة قوات “بيشمركة روج” وإلغاء التجنيد الإجباري، وفك الارتباط بين “PYD” وحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، وتعديل العقد الإجتماعي الذي يعدّ دستور “الإدارة الذاتية” إلى جانب قضايا مرتبطة بالتعليم والمعتقلين والمخطوفين.
وفي تصريحات للطرفين فخلال جولتين من المفاوضات توصّل الطرفان إلى اتفاق بشأن “الوثيقة السياسية” وإنشاء “مرجعية سياسية” تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة، ولكن استئناف المرحلة الثالثة من المفاوضات الكردية منذ تشرين الأول 2020 فشل، رغم الضغط الذي بذله نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين على طرفي المفاوضات قبل مغادرته شمال شرقي سوريا مطلع حزيران الماضي.