مع وصول عقرب ساعة “بيغ بان” إلى الواحدة ظهراً اليوم الجمعة بتوقيت لندن، حتى انقطع البث الإذاعي لBBC نيوز عربي بعد أن استمر 85 عاماً.
ووصف كثيرون هذا اليوم، حيث سيودعون أصوات أشخاص نقلت لهم أخبار وأحداث العالم وشاركت مع المستمع العربي حكايات وقصص، من خلال أصوات مذيعيها.
منذ 85 عاماً،تعود المستمع العربي سماع شعارها الشهير “هنا لندن” مرافقة بدقات ساعة لندن- حيث أصبح هذا الشعار مألوفاً لديه.

ومع إعلان قرار إغلاق إذاعة “بي بي سي عربي”،عبّر كثير من العاملين الحاليين أو السابقين عن استغرابهم من هذا القرار.
وعمل مع هذه الإذاعة على مر السنين الكثير من المذيعين الذين اشتغلوا في إذاعة “بي بي سي عربي” لسنوات طويلة، منهم الإعلامي محمود المسلمي، الذي قدّم برنامج “همزة وصل” وكتب على صفحته الفيسبوك ما يشبه مرافعة طويلة ينتقد فيها قرار الإغلاق بعد أن عمل في الإذاعة لمدة 30 عاماً: “لا يمكن بأي منطق أن نلقي بأربعة وثمانين عاماً من التربع على عرش الإذاعات الناطقة بالعربية في متاهات الغياب، لا أتصور أن من قرر ذلك استحضر نجاحات الراديو وارتباط الأجيال به وضرورة وحيوية وجوده لهم أولاً قبل العاملين فيه. ولا أتقبل أي حجج أو أرقام تساق، وأراها مجرد خيالات نظرية وحسابات مجردة وأرقام تدوس على القيمة المعنوية وعطاء الأجيال”.
وأخبر المسلمي زملائه العاملين في شبكة “بي بي سي” أن قرار الإغلاق “مرير ومؤلم”.
ونشر مقدم الأخبار فوزي بن جامع، على حسابه على تويتر “في نهاية هذا الشهر، ستسدل إذاعة بي بي سي عربي الستار على عقود من التأثير في العالم العربي، لقد عايش جزء من الجمهور أحداثاً سياسية واجتماعية مفصلية كبرى بصوت صحفييها ومراسليها، تقول اليوم إنّها ستتحول إلى المنصات الرقمية. فخور بأنني كنت واحداً من أسرة (بي بي سي) BBC”.
أما الإذاعية ختام عامر العاملة في “بي بي سي” فقد نشرت على صفحتها على تويتر مقطعاً مصوراً لآخر نشرة تقدمها في الإذاعة قبل إغلاقها، وعلقت على المقطع “هكذا ينتهي مشوارنا الإذاعي عبر إذاعة الأجيال bbc.. فلكل شيء نهاية.. هكذا هي الحياة دمتم بخير لحين أن ألقاكم عبر منصات بي بي سي الإلكترونية قريباً”.
وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن يوم 27 يناير/كانون الثاني 2023، سيكون موعد انتهاء الرحلة التي انطلقت عام 1938.
ومن المقرر أن يظل محتوى الإذاعة متاحاً عبر الموقع الإلكتروني للهيئة، ومنصات “بي بي سي” للتواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك وتويتر وانستغرام.
وأرجعت الهيئة البريطانية في عدد من بياناتها إلى أن قرار الإغلاق “يتماشى مع التغيرات التي طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم، وتحول المزيد من الناس صوب المنصات الإخبارية الرقمية”.