لقي أكثر من 12ألف شخص مصرعهم وأصيب عشرات الآلاف نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.8 على مقياس ريختر.
وتتالت الهزات الارتدادية،في حين أن الكثير من الأهالي تحت الأنقاض ينتظرون فرق الإنقاذ للوصول إليهم ومد يد العون لهم.
وانهارت آلاف المباني في البلدين، إذ أبدت وكالات الإغاثة قلقها بشأن الأوضاع شمال غرب سوريا، والتي لم تصلها أية فرق تطوعية أو مساعدات إنسانية و أن فرق الإنقاذ يواجهون خطر الأحوال الجوية قاسية البرودة.
وبحسب الإحصائيات الأخيرة فإن عمليات البحث عن ناجين من الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 12360 شخص في تركيا وسوريا متواصلة.
وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليوناً، بعدما حذرت الإثنين من احتمال تضاعف أعداد الضحايا.

ونقلاً عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن عدد القتلى حتى الآن في ‎تركيا وصل إلى 9057 والجرحى إلى 52979 والمباني المنهارة إلى 6444.
وقال مسؤولون ومسعفون إن آخر الإحصاءات للقتلى في سورية هي 2662. وتخشى منظمة الصحة العالمية أن تصل الحصيلة إلى 20 ألف قتيل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،قد أعلن الثلاثاء، المناطق المتضررة من الزلازل مناطق كوارث. وقرر فرض حالة طوارئ فيها لمدة ثلاثة أشهر.
وقال أردوغان :”إن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وإن أنقرة تخطط لفتح فنادق في مركز السياحة في أنطاليا، غربي البلاد، لإيواء المتضررين من الزلازل بصفة مؤقتة” .
وحول المساعدات الإنسانية المقدمة من دول العالم، فقد أمر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص 100 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة من الزلزال في سوريا وتركيا، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” الثلاثاء.
كما أعلنت أوكرانيا أنها سترسل فريقاً مكوناً من عشرات العاملين في مهام الإنقاذ إلى تركيا للمساعدة في جهود الإغاثة من خسائر الزلزال.
وكانت فرنسا وألمانيا أيضاً من بين القوى العالمية التي سارعت إلى التعهد بتقديم المساعدة لتركيا.
إلا أنه في الجانب السوري (المناطق التي تسيطر عليها المعارضة)، تكافح منظمات الإغاثة والدول الغربية من أجل توفير خدمات لوجستية وإرسال مساعدات طارئة إلى سوريا، خصوصاً المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهي مناطق خارجة عن نطاق سيطرة الحكومة السورية.
وفي هذا الصدد قال مارك شكال، المسؤول عن العمليات في سوريا نيابة عن منظمة أطباء بلا حدود: “لا تزال سوريا منطقة رمادية من الناحية القانونية والدبلوماسية”.
ويعيش نحو نصف السوريين المتضررين من الزلزال في مناطق تسيطر عليها حكومة دمشق الخاضعة للعقوبات الغربية.
ويعيش النصف الآخر في محافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفي أجزاء من محافظة حلب قرب الحدود التركية وتسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا.
وحثت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، يوم الثلاثاء، روسيا على تسهيل فتح معابر حدودية أخرى في شمال غربي سوريا.
وقالت: “على جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك روسيا، استخدام نفوذها على النظام السوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية للضحايا”.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف: “الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا في وقت مبكر من صباح أمس ربما قتلت آلاف الأطفال، وأن المنظمة لم تتمكن من تحديد حصيلة محددة للقتلى من الأطفال”.
وفي ظل استمرار الهزات الارتدادية، كان رجال الإنقاذ يحفرون بين الأنقاض في بعض المناطق بأيديهم العارية بحثا عن ناجين.
بيد أن هطول الثلوج يعرقل جهود البحث.
وطالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، باستجابة دولية، حيث إن الكثير من الأسر المتضررة من هذه الكارثة كانوا “بالفعل في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها.
وقالت المملكة المتحدة إنها سوف ترسل 76 متخصصاً، ومعدات، وكلاب إنقاذ للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.
وتعهدت فرنسا، وألمانيا، وإسرائيل، والولايات المتحدة بالمساعدة في التغلب على تبعات هذه الكارثة الطبيعية. كما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على كل من تركيا وسوريا، وهو ما فعلته إيران أيضاً.
وتقع تركيا في منطقة زلازل هي الأكثر نشاطاً حول العالم.