ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر في السادس من شهر شباط الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا إلى أكثر من 25 ألف قتيل، فقد تجاوز عدد الوفيات في تركيا 20,665 بينما ارتفع العدد في سوريا إلى أكثر من5273، وبسبب وجود أكثر من طرف تسيطر على مناطق مختلفة في سوريا، يصعب الحصول على إحصائيات مؤكدة، إلا أنه وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد الضحايا في مناطق النظام بلغ 2063 شخصاًوفي مناطق نفوذ حكومة “الإنقاذ” و”الحكومة السورية المؤقتة” 3210 شخصاً.
يأتي هذا في وقت لا تزال فرق الإنقاذ تواصل العثور على ناجين بعد مرور أكثر من خمسة أيام على وقوع الزلزال،لذلك يتوقع إرتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من ذلك بكثير لوجود مئات الجثث تحت الأنقاض وآخرين بعداد المفقودين.
وبحسب المصدر ذاته فإن عشرات القرى من بينها 21 قرية ضمن مناطق النظام في ريف إدلب الشرقي دفنت ضحاياها دون وصول فرق الإنقاذ إليها، إضافة إلى قرى أخرى في مناطق المعارضة أيضاً.
وأشار المرصد إلى أن نحو 120 مدينة وبلدة وقرية وسط وشمال غرب وغرب سوريا تضررت نتيجة الزلزال.
وفي تركيا قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي إن سبعة وسبعين شخصاً تم إنقاذهم من بين الركام خلال الساعات الـ 24 الماضية في جهود شارك فيها 31,000 منقذ موزعين على المناطق المتضررة.
وأضاف أوكتاي بأن حوالي 80,000 شخص يخضعون حالياً للعلاج في المستشفيات بينما بات أكثر من مليون شخص بلا مأوى بفعل الزلزال في أماكن إيواء مؤقتة.
وقال: ” على الرغم من أن لدينا أكبر فريق للبحث والانقاذ في العالم حالياً، فإن الحقيقة هي أن جهود البحث ليست بالسرعة التي نريدها”.وأشار أن الحكومة التركية أعلنت حالة الطوارئ في المنطقة لتتمكّن الدولة من فرض العقوبات الضرورية على كل من يلجأ إلى عمليات النهب والسرقة وغيرها.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “حدود الكارثة لم تتضح بعد أمام أعيننا”، لا سيما في سوريا التي تتمزق تحت وطأة حرب أهلية منذ أعوام.
فيما حذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من أن كارثة إنسانية أخرى قد تقع ما لم يحصل الناجون من الزلزال على مأوى وغذاء وماء ودواء على وجه السرعة.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، إن العاملين في المنظمة بمنطقة غازي عنتاب التركية ينامون في السيارات لأنه “لا تزال هناك مئات ومئات من الهزات الارتدادية”.
وقال كلوغ إن الناس في المناطق السورية تلجأ إلى شرب المياه من الخزانات التي تحتاج إلى بديل، وإلا ستواجه البلاد موجات تفشٍّ لوباء الكوليرا – وهو أمر كان يُخشى وقوعه حتى من قبل الزلزال.
وفي يوم الخميس تعهد البنك الدولي بتقديم 1.78 مليار دولار كمساعدة لتركيا، بما في ذلك تمويل فوري لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، ولدعم المتضررين من الزلزال.
كما أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة إغاثة طارئة بقيمة 85 مليون دولار.
وكررت واشنطن دعوتها إلى الحكومة السورية للسماح بالوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقالت الوكالة الأمريكية في بيان الخميس إنها ستوفر الغذاء العاجل والملاجئ والرعاية الطبية والدعم النفسي في مواجهة الصدمات، بالإضافة إلى مياه الشرب النظيفة، والدعم في مجال “النظافة الشخصية والصرف الصحي للحفاظ على سلامة وصحة الناس”.