يصادف اليوم الرابع عشر من آذار 2023 الذكرى ال120 لميلاد رمز الأمة الكوردية الخالد ملا مصطفى البارزاني.

نبذة مختصرة عن حياة البارزاني الأب:

ارتبطت الحركة الكوردية بإسمه لأكثر من نصف قرن. واستقطب نضاله وإخلاصه حركة التحرر القومي في كافة أجزاء كوردستان. واستيقظت أجيال كوردية عديدة على هويتها القومية من نضال البارزاني، وأصداء كفاحه الدائب من أجل حرية الشعب الكوردي وتحرره من الإضطهاد.

ولد الملا مصطفى بن الشيخ محمد البارزاني بقرية بارزان في ١٤ / آذار / ١٩٠٣م، بعيد وفاة والده. وفي الثالثة من عمره ساق العثمانيون حملة تأديبية على العشائر الكوردية عقب فشل ثورة بارزان ضد العثمانيين، فأسروا الشيخ عبد السلام ( الشقيق الأكبر له ) وسجنوا الطفل ( مصطفى ) مع أمه في سجن الموصل حيث قضيا فيه تسعة أشهر. وكان لوالده أربعة أولاد آخرين وهم: الشيخ عبد السلام، الشيخ أحمد، محمد صديق، بابو.

لقد لفت انتباه الناس لشخصه منذ الطفولة، لما تحلى به من خصال حميدة في السلوك والشجاعة. وحاز على عطف وحب شديدين من قبل الأسرة البارزانية. وكان منذ نعومة أظفاره ميالاً للعلم والمعرفة، ويبذل جهده وطاقته البدنية ويصقلها في ممارسة الصيد.
قضى الملا مصطفى ستة سنوات في تحصيله العلمي الإبتدائي على يد معلمين خصوصيين في قرية بارزان، وبعدها درس الشريعة والفقه الإسلامي في بارزان لمدة أربع سنوات. ثم استمر أثناء نفيه من بارزان في إكمال دراسته الفقهية في السليمانية.
نضاله وكفاحه:

  • دخل في معترك النضال الكوردي التحرري عام ١٩١٩م وساهم في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من ٣٠٠ مسلح.
  • عام ١٩٢٠ انتدبه شقيقه الأكبر الشيخ أحمد لزيارة الشيخ سعيد بيران في كوردستان الشمالية، للتنسيق معه في ثورته.
  • عام ١٩٣١- ١٩٣٢م قاد القوة الرئيسية للبارزانيين للدفاع عن محور: ميركةسور- شيروان، مقابل قوة داي الانكليزي. ولمع نجمه في هذه المعركة كثيراً في الهجوم والدفاع وقيادة العمليات العسكرية.
  • عام ١٩٣٤م لجأ مع أخيه الشيخ أحمد وبعض رجاله إلى تركيا وبنتيجة المفاوضات عاد إلى العراق مع الانكليز وتم نفيهم إلى جنوب العراق ثم إلى بلدة السليمانية. ودام نفيه مدة ١٠سنوات.
  • وفي ١٢ / ٧ / ١٩٤٣م وبمساهمة تنظيم «هيوا» هرب من السليمانية ودخل الأراضي الإيرانية.
  • وفي نفس العام ١٩٤٣م توجه من إيران إلى منطقة بارزان. وبدأ الشباب يلتحقون به في صفوف مستمرة حتى بلغ عدد المسلحين، وخلال شهرين، أكثر من ٢٠٠٠مسلح. واستولى على معظم مخافر المنطقة.
  • وفي خريف ١٩٤٣م أرسلت الحكومة الوفود تلو الوفود إلى البارزاني طالبة التفاوض لوقف القتال، فاشترط البارزاني الدخول في المفاوضات بعودة الشيخ أحمد وجميع المنفيين. وانتهت المفاوضات إلى اتفاق تعهدت حكومة نوري السعيد بموجبه بتنفيذ جميع المطالب التي قدمها البارزاني.
  • اعلان ثورة البارزاني ١٩٤٣- ١٩٤٥م قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين. وكان مخططاً للثورة هذه المرة أن تشمل مناطق واسعة من كوردستان.
  • ١١/ ٥/ ١٩٤٥م الانسحاب إلى كوردستان الشرقية مع عدد كبير من مقاتليه، وكان الإقتتال الداخلي بين الأكراد أنفسهم السبب الرئيسي لوقف الثورة.
  • ٢٢/ ١/ ١٩٤٦م حضر الحفل المقام بمناسبة إعلان جمهورية كوردستان في مهاباد وكان على يمين قاضي محمد، وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة «جنرال». وأنيط بالبارزانيين دعم وترسيخ الجمهورية.
  • ١٦/ ٨/ ١٩٤٦م تأسيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني /العراق، وانتخب البارزاني رئيساً له، وأعيد انتخابه للرئاسة في جميع مؤتمرات الحزب وظل رئيساً حتى وفاته .
  • المسيرة التاريخية ١٩٤٧م، بعد انهيار الجمهورية ورفض البارزاني الإستسلام للإيرانيين :
    قرر الإنسحاب من كوردستان إلى الإتحاد السوفييتي سيراً على الأقدام مع ٥٠٠ من البارزانيين، بعد الإصطدام بقوات الدول الغاصبة لكوردستان (العراق، إيران، تركيا) والدول الحليفة لها (أمريكا، بريطانيا). وفي يوم ١٧ /٦ / ١٩٤٧م عبروا نهر آراس إلى الإتحاد السوفييتي السابق.
  • وفي الاتحاد السوفييتي- وفي الفترة الستالينية- عوملوا معاملة قاسية ولاقوا معاناة شديدة، وبعد موت ستالين (١٩٥٣م) تحسنت أوضاعهم كثيراً، وأقبل البارزاني على العلم، وفي سن تزيد على الـ ٤٥، طلب الإنتماء إلى أكاديمية اللغات في موسكو حيث درس الإقتصاد والجغرافية والعلوم، إضافة إلى اللغة الروسية.
  • عاد إلى العراق بعد ثورة ١٤ / تموز / ١٩٥٨م واستقبل استقبال القادة الأبطال.
    كما اُستقبل من قبل الرئيس العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم بتاريخ 7 أكتوبر 1958
  • ١١/ أيلول / ١٩٦١- ١٩٧٥م قاد ثورة أيلول المجيدة ضد الحكومات العراقية.
  • توصل مع الحكومة العراقية إلى بيان ١١/ آذار / ١٩٧٠م لاتفاقية الحكم الذاتي.
  • في ٦/ آذار / ١٩٧٥م انتكست ثورة أيلول باتفاقية الجزائر، ولجأ البارزاني إلى إيران مع الآلاف من الكورد.
  • توفي في أمريكا في ١/ آذار / ١٩٧٩م ودفن جثمانه الطاهر في قصبة «شنو». وبعد الإنتفاضة نقل جثمانه إلى كوردستان الجنوبية‘‘.