كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول أمس الثلاثاء (9 يناير/كانون الثاني2024) وزير التربية غابريال أتال (34 عاما) تشكيل الحكومة، ليكون أصغر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية وأول رئيس وزراء يعلن عن مثليته الجنسية.
يأتي تعيين أتال في وقت يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتجاوز إصلاحات التقاعد والهجرة التي لم تحظ بشعبية وقبل انتخابات البرلمان الأوروبي.
ويتولى أتال رئاسة الحكومة خلفاً لإليزابيت بورن التي استقالت الإثنين بعدما شغلت المنصب مدة ثلاث سنوات. ويسعى ماكرون لإعادة تنظيم الحكومة بعد الخلافات الأخيرة المتعلقة بتمرير قانون الهجرة الجديد.
برز اسم أتال في الوسط الشعبي الفرنسي،حينما كان متحدثاً باسم الحكومة خلال جائحة كوفيد-19، وقد صنع لنفسه اسما كوزير ذكي، ومتحدث فطن في البرامج الإذاعية وفي البرلمان.
ويعد أتال حليفاً مقرباً لماكرون ، وفي استطلاعات الرأي الأخيرة في فرنسا، أصبح أتال اسما مألوفا، ومن أكثر السياسيين شعبية في البلاد، ولهذا قال ماكرون، حينما أعلن عن مبادرات سياسية جديدة: “عزيزي غابرييل أتال، أعلم أنني أستطيع الإعتماد على طاقتك والتزامك بتنفيذ مشروع التنشيط والتجديد الذي أعلنته”.
من هو غابرييل أتال؟
أتال الذي بدأ مشواره السياسي كمناضل في الحزب الاشتراكي، كان من أول المؤمنين والملتحقين بالمشروع السياسي لإيمانويل ماكرون، وانضم منذ اللحظة الأولى، في عام 2016، إلى حركته “إلى الأمام” وأصبح ناطقاً باسمها.
بعد وصول ماكرون إلى الإليزيه، في ربيع عام 2017 ، انتخب السياسي الشاب غابرييل أتال، في صيف العام نفسه، نائباً برلمانياً عن ضاحية “إيسي-لومولينو” الباريسية وهو في 28 عاماً.
تم تعيينه في عام 2018 كاتباً للدولة لدى وزير التربية الوطنية والشباب، وهو في الـ 29 من عمره، قبل أن يتم تعيينه بعد ذلك وزيراً ناطقاً باسم الحكومة.
عقب إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لفترة رئاسية ثانية، في شهر إبريل/نيسان عام 2022، واصل أتال مغامرته الحكومية، حيث أصبح وزيراً منتدباً مكلفاً بالحسابات العامة، وذلك في حكومة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، التي بات خليفة لها.
غابريال أتال الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو أصغر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية الفرنسية بعد صعوده المذهل وبروزه كأكثر الشخصيات شعبية في معسكر الرئيس الفرنسي.
وصفته صحيفة “لوبوان” الأسبوعية بأنه “ماكرون الجديد”، حيث فرض نفسه كخليفة لإليزابيث بورن في رئاسة الحكومة. فيما وصفته زعيمة كتلة اليسار الراديكالي، ماتيلد بانو، بأنه “ماكرون جونيور متخصص بالغطرسة والازدراء”.
غابريال أتال قادم من حركة المؤيدين الشباب لدومينيك ستروس الذي كان أحد أبرز شخصيات اليسار قبل سقوطه على إثر اعتقاله بتهمة اعتداء جنسي في 2011 في نيويورك.
غابرييل أتال هو ابن منتج سينمائي درس على مقاعد المدرسة الألزاسية الراقية في باريس،
وهو من أب يهودي وأم مسيحية أرثوذكسية.
وبعد فوز ماكرون في 2017، فتح له باب دخول الحكومة من باب صغير عندما كُلّف بحقيبة سكرتير الدولة للشباب وتميّز بـ”قدرته على العمل” و”حسّه السياسي”.
شغل أتال منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة وقام بهذه المهمة بمهارة خلال أزمة كوفيد. وفرض نفسه واحداً من أعضاء الحكومة القلائل الذين أصبحوا معروفين لدى الرأي العام.
وبعد مدة قصيرة فاز بحقيبة وزارة التربية الوطنية المرموقة، اعتباراً من تموز/يوليو 2023.
أصبح الوزير الشاب موجوداً في كل مكان ويشغل ساحة الإعلام، مثيراً إعجاب كبار السن الذين يشكّلون قلب الناخبين المؤيدين لماكرون.
وأضحى غابرييل أتال مرشحاً يتمتع بالمصداقية لخلافة إيمانويل ماكرون في عام 2027.
ففي استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي، في شهر أكتوبر /تشرين الأول الماضي، حل وزير التربية الوطنية السابق ورئيس الوزراء الحالي غابرييل أتال في صدارة ترتيب الشخصيات المفضلة لدى الفرنسيين لخلافة إيمانويل ماكرون كرئيس للجمهورية، في عام 2027، متقدماً بفارق قليل على إدوارد فيليب، رئيس الوزراء السابق، الذي كان، حتى ذلك الحين، على رأس تصنيف شخصيات الأغلبية الحاكمة حالياً المفضلة لدى الفرنسيين لقيادة البلاد بعد ماكرون، وفق جميع استطلاعات الرأي . ولكن لكي يفوز السياسي الشاب ربما يتعين عليه أن ينجو من جحيم رئاسة الوزراء.