أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في بيان رسمي اليوم الإثنين 5 أيار 2025، انتهاء الأعمال العسكرية في سد تشرين بعد أكثر من 3 أشهر من المواجهات.

وقالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية أفين سويد، في مؤتمر صحفي
أن المنطقة شهدت منذ بداية شهر كانون الثاني 2025 هجوماً واسع النطاق استهدف البنية التحتية والمراكز الحيوية، وأن الهجمات العدوانية بدأت باستهداف مباشر وممنهج لمحيط سد تشرين من قبل المجموعات المرتزقة التابعة للدولة التركية مم شكل خطراً كبيراً على السد كمنشأة حيوية تؤمّن المياه والطاقة لملايين السكان. وفي ظل هذا التهديد الوجودي، لبّى أهالي ومكونات شمال وشرق سوريا، من الكورد والعرب والسريان، نداء المسؤولية الوطنية، وانخرطوا في مقاومة شعبية جماهيرية واسعة تحت راية الدفاع عن الأرض والمكتسبات.
كما عبرت سويد، عن امتنانها لشهداء وجرحى هذه الملحمة، وللطواقم الطبية والإعلاميين الذين نقلوا الحقيقة في ظل ظروف خطرة، مشيرة إلى إنهاء المقاومة التي استمرت لأكثر من مئة يوم، مع التشديد على ضرورة استمرار حالة اليقظة.

وكانت قوات من الحكومة السورية قد دخلت منتصف نيسان الماضي إلى سد تشرين بريف حلب، برفقة قوات من التحالف الدولي ضد داعش وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد أيام من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول إدارة السد.

وأكد مصدر حكومي من مدينة حلب أن “انتشار القوات الحكومية في سد تشرين ومحيطه يأتي بعد توصل أنقرة والولايات المتحدة لاتفاق وقف إطلاق النار بالتنسيق مع الحكومة السورية و(قسد)”.
وتوقفت المعارك مؤخراً عقب اتفاق غير معلن بين تركيا والولايات المتحدة على وقف إطلاق النار، بالتزامن مع تفاهمات بين (قسد) والحكومة السورية تنص على دخول قوات حكومية للسد وإدارته بشكل مشترك.
نص البيان:

▪️بيان باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا من سد تشرين:

شهدت منطقتنا منذ بداية شهر كانون الثاني 2025 هجوما واسع النطاق استهدف البنية التحتية والمراكز الحيوية، في محاولة للنيل من إرادة الشعوب التواقة للحرية والكرامة.

لقد بدأت هذه الهجمات العدوانية باستهداف مباشر وممنهج لمحيط سد تشرين من قبل المجموعات المرتزقة التابعة للدولة التركية مم شكل خطرا كبيرا على السد كمنشأة حيوية تؤمّن المياه والطاقة لملايين السكان. وفي ظل هذا التهديد الوجودي، لبّى اهالي ومكونات شمال وشرق سوريا، من الكرد والعرب والسريان، نداء المسؤولية الوطنية، وانخرطوا في مقاومة شعبية جماهيرية واسعة تحت راية الدفاع عن الأرض والمكتسبات.

منذ يوم 8 كانون الثاني، تدفّق المئات من الاهالي، وفي طليعتها تنظيمات النساء والشباب، إلى سد تشرين، معلنين تلبية حالة التعبئة العامة لحماية المنطقة. وانخرطوا في صفوف المقاومة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المراة، التي شكّلت درعا منيعا أمام محاولات التقدم .

وقد سجّلت هذه المقاومة ملاحم بطولية خالدة في وجه آلة الحرب، وأثبتت أن شعوب شمال وشرق سوريا لا تقبل حياة بدون كرامة وحرية، وأنهم مستعدون للدفاع عن وجودهم حتى النفس الأخير. فكان سد تشرين شاهداً على أسطورة نضالية نُسجت بسواعد بناته و أبنائه ، ودوّنت صفحة ذهبية في تاريخ الثورة والمقاومة.

نُعبر عن فخرنا وامتناننا لشهدائنا الأبطال، ومنهم الشهيدة منیجة،الشهيدة كرم شهابي، الشهيد هارون، الشهيد عزيز عرب وبافي طيار، شهيد روناهي عفرين وغيرهم من الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية. مع تمنياتنا بالشفاء العاجل إلى كافة الجرحى، ونعاهدهم بأن تضحياتهم لن تذهب سدى.

إن هذه المقاومة التي استمرت لاكثر من مئة يوم بصمود وتفانٍ، ونجحت في حماية ارضها ومكتسباتها. على هذا الاساس نعلن اليوم عن إنهاءها مع التأكيد على استمرار اليقظة والنضال في وجه أي خطر جديد.

باسم الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نوجّه التحية لكل من ساهم في هذا الصمود، من الأهالي في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا، والذين قدّموا الدعم الكامل لمقاومي سد تشرين.

كما نخص بالتحية للكوادر الطبية التي أدت واجبها في أصعب الظروف، والصحفيين الذين نقلوا الحقيقة، وفي مقدمتهم الشهيدة جيهان، الشهيد ناظم، والشهيد عكيد روج، وجميع من واكبوا هذه الملحمة ووقفوا إلى جانب شعبهم.

لقد تحوّل سد تشرين إلى رمز وطني جامع، ومعقل للصمود الشعبي في وجه الاطماع التركية وإلى نموذج حيّ لقدرة الشعوب المتحالفة على الدفاع عن أرضها ومقدراتها، مهما كانت التحديات.

المجد والخلود للشهداء،
الشفاء للجرحى،
والمقاومة مستمرة حتى النصر