د. حمزة عيسى
في هذا الشرق المتشظي بالمصالح، تتبدد الحدود وتُباع الأوطان، وتُقسم الخرائط كما تُقسم كعكة بين السادة.
تُمنح أراضٍ وتسقط عواصم وتُشترى الولاءات وتُباع المبادئ، وكل شيء يُصبح قابلًا للتفاوض، إلا شيء واحد: الحق الكوردي.
عند ذكر الكورد، تتحول الخصومات إلى تحالفات، وتصبح الأضداد يدًا واحدة، من الخليج إلى أنقرة، من طهران إلى العواصم المُستَعمِرة لقرارنا.
كل الخلافات تُنسى، وكل الجبهات تُجمّد، ما إن يُطرح سؤال: “هل يحق للكورد أن يكون لهم وطن؟”
في وجه هذا الحق، تُستنفَر الأنظمة، تُشَنّ الحروب، تُحرَّك الجيوش، يُستقدم الإرهاب، وتُفتَح أبواب الظلام.
تُموَّل الحروب، وتُشترى الفتاوى، فقط لأن شعبًا اسمه الكورد يريد أن يعيش بحرية وكرامة.
أليس من العار أن تتحول قضية شعب عريق، مناضل، إلى كابوس يؤرق أنظمة القهر؟ أليس من الخزي أن تُبنى تحالفات بين أشد الأعداء، فقط كي يُحرَم الكوردي من أبسط حقوقه؟
لكن لِيَطمئن العالم:
لن تنكسر إرادة الكورد.
لا بالقصف، ولا بالحصار، ولا بالتجويع، ولا بالفتاوى، ولا بخرافات العروبة الزائفة، ولا بإعلام الذلّ والتبعية.
الكورد لا يبحثون عن عدو، بل عن كرامة.
لا يطلبون شفقة، بل اعترافًا.
لا يسألون إذنًا ليكونوا، بل يعلنون وجودهم بالفعل.
ونقولها بوضوح:
“نحن باقون، رغم كل التواطؤ، ورغم كل الغدر، ورغم كل محاولات المحو… لأن الحق لا يموت، ولو أُخمد ألف مرة”