بشأن تصريحات توماس باراك وتأثيرها على مسار الحل السياسي في سوريا ومصداقية السياسة الأمريكية
يعرب حراك خوي بون عن قلقه العميق واستغرابه الشديد من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الرئاسي الخاص بسوريا، توماس باراك. هذه التصريحات، التي صدرت لوسائل الإعلام المختلفة بعد مشاركته في الاجتماع بين وفد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مع وفد الحكومة السورية المؤقتة، تثير تساؤلات جدية حول تمثيلها الحقيقي للسياسة الأمريكية. فهل تعكس هذه التصريحات الموقف الرسمي للولايات المتحدة، أم أنها محاولة لإرضاء الدولة التركية على حساب القيم والمبادئ الأمريكية؟
لقد أحدثت تصريحات السيد باراك تشككًا كبيرًا في مصداقية السياسة الأمريكية بالمنطقة لدى قطاع واسع من الشعب السوري، وبشكل خاص لدى الشعب الكوردي. تظهر هذه التصريحات انحيازًا واضحًا وكبيرًا للحكومة السورية المؤقته برئاسة أحمد الشرع، وتأتي في سياق دعم تشكيل نظام سياسي جديد في سوريا بهوية عربية إسلامية. هذا التوجه ينكر حقيقة أن سوريا دولة متعددة القوميات والأديان والطوائف، ويقوض حقوق المكونات الأصيلة فيها، مؤسسًا لنظام يهدف إلى صهر جميع المكونات السورية في إطار الثقافة العربية. إننا نرفض هذا التوجه الذي يؤسس لنظام استبدادي وغير شفاف ينتهك الحريات الأساسية للإنسان.
إن الإيحاء بتأييد شكل الدولة المركزية، وتجاهل مفهوم الدولة الفيدرالية وكأنه تقسيم للبلاد، يتعارض مع النموذج الفيدرالي الذي تتبناه أمريكا نفسها. كما تُوحي تصريحات السيد باراك بدعوة الكورد للتخلي عن مطلبهم بدولة سورية اتحادية، وأن يندمجوا في نظام حكم ينتظرون منه “صدقة” الحكومة الجديدة في سوريا. والأخطر من ذلك، أنها توحي بقبول قوات سوريا الديمقراطية، الشريك الصادق لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب، الاندماج بالقوات السورية وفقًا لشروط الحكومة السورية. إننا نعتبر هذا الموقف غدرًا بقوات سوريا الديمقراطية وتضحياتها الجسيمة.
ما لم تُصحح هذه التصريحات فورًا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، ستثير الكثير من الشكوك حول السياسة الأمريكية في المنطقة، وقبل كل شيء لدى أصدقاء أمريكا وحلفائها. نأمل أن تظل الولايات المتحدة وفية لمبادئها في دعم الديمقراطية، والحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، والعدالة. إن مستقبل سوريا يعتمد على بناء دولة تحترم التنوع وتضمن حقوق جميع مكوناتها، وليس على فرض هوية أحادية تستبعد الآخرين وتؤسس لمرحلة أخرى من الصراعات التي تزعزع السلم الأهلي والعيش المشترك.
حراك خوى بون – Xwebûn
7/10/ 2025
