Beshir shekhee
نحن الكرد… مشكلتنا ليست مع شعوب تركيا أو إيران أو سوريا أو العراق، بل مع الأنظمة التي تحكمها. أنظمة خرجت من رحم الخرائط الاستعمارية، صُنعت لتكون حارسًا لمصالح أسيادها، لا لخدمة شعوبها.
هذه الدول لم تكن موجودة أصلًا! كانت فراغًا على الورق، حتى جلس الإنكليز والفرنسيون حول الطاولة، وقطعوا جسد كردستان كما تُقطع الذبيحة على مائدة اللصوص.
وتسألون: لماذا لا يعترفون بالقضية الكردية؟
لأن أي اعتراف بكردستان هو اعتراف بسبعة آلاف عام من الحضارة التي حاولوا دفنها.
هو اعتراف بأحفاد أول الأديان وأعظم العلماء، بأحفاد الذين علّموا الدنيا الطب والفلسفة والفلك.
هو اعتراف بأمةٍ لم تُكسر رغم كل المشانق والمجازر والسيوف.
ويعلمون أن استقلال كردستان يعني ولادة أعظم قوة على وجه الأرض…
هل تعلمون لماذا؟
لأن كردستان ليست مجرد جبال.
إنها بحار من النفط، أنهار لا تجف، أراضٍ خصبة تكفي لإطعام نصف العالم، ماشية وزراعة ومناخ يغري حتى السماء.
في عشر سنوات فقط… نعم، عشر سنوات لا غير… تستطيع كردستان أن تتحول إلى أقوى اقتصاد في العالم. وهذا ما ترتعد منه القوى العظمى: أن ينهض شعب من تحت الرماد ويجلس على عرش الإقتصاد… والإقتصاد هو الذي يحكم العالم.
أي إن اعترافهم بكردستان يعني اعترافهم بنهاية هيمنتهم… وبداية زمنٍ جديد لا يشبه كذبهم.
ولهذا، سيبقون يضعون القيود على جبالنا، لكنهم عاجزون عن وضع القيود على أحلامنا. فالتاريخ لا يُكتب بمداد الأقوياء وحدهم، بل بدماء الشعوب التي لا تموت… وكردستان، مهما طال الليل عليها، ستشرق يومًا كشمسٍ لا تغيب.

