فواز عبدي

لا شك أن إطلاق اسم بيشمرگه على شارع/ممر في حديقة عامة في باريس يبعث مشاعر الفرح لدى الكرد، وذلك لما له من دلالات سياسية وإنسانية ورمزية إضافة للبعد الجمالي والوجداني..
فالحدث جرى في باريس، وباريس كما هو معلوم عاصمة ثقافية وسياسية مهمة عالمياً، فهي حين تختار اسما كهذا، فهي تمنح بيشمرگه مكانة رمزية كقوة مقاومة وتحرر.
كما أن باريس معلم سياحي عالمي، وتسمية شارع باسم بيشمرگه يعني إدخالهم في الذاكرة الجمعية للعالم.
أما من الناحية السياسية فهي توجيه رسالة تضامن مع شعب كردستان ونضاله، وبأن تضحيات هؤلاء لا يمكن أن يدخل النسيان. أما أن يكون في حديقة فهذا يضفي عليه بعداً جمالياً ووجدانياً، فهو احتفاء بالحياة، بالخصب ، بالسلام.. وهذا يعني أيضاً أن تضحياتهم لم تذهب سدى، فها هي ثمرتها؛ الحياة وليست الحرب.
ولكن كل ما ذكر آنفاً لا قيمة له ما لم يكن وراءه عقل سياسي واع قادر على استثماره. فالأسماء والرموز لا تخلد إن لم تكن هناك سياسة كردية مسؤولة تستثمر هذا الحدث أو ذاك، وإلا سيتحول إلى مجرد لافتة جميلة لا تتجاوز حدود المكان.
باختصار شديد
قيمته الحقيقية تتحقق فقط إذا كان خلفه مشروع كردي متماسك، قادر على تحويل الرمزية إلى نفوذ ثقافي وسياسي وحتى دبلوماسي. ليصبح جسراً بين الكرد والعالم