وليد طاهر
الوعود التي لا تترجم إلى أفعال، ليست إلا ضبابا من الكلمات، تذروها رياح المصالح وتطمسها أقدام الواقع. كم من خطابٍ طُلي بألوان الأمل، لكنه لم يكن سوى صدى لأطماع خفية، محلية كانت أو دولية.
الشعب الكردي في سوريا لم يعد بحاجة إلى شعارات، بل إلى مواقف. لم يعد يخدع بالتصفيق أو الاجتماعات أو الكلمات المعسولة. لقد فهم أن الكرامة لا تمنح، بل تنتزع. وأن الحق الذي لا يُحمى بالفعل، يباع في أسواق السياسة بأبخس الأثمان.
كل من يَعد دون نية تحقيق، يشارك في خيانة الذاكرة. وكل من يستخدم الحلم الكردي سلعةً في بازار الإقليم أو اللعبة الدولية، فهو ليس إلا جزءًا من سلسلة استغلالية لا تقل قسوة عن الطغيان المباشر.
لا نحتاج إلى أوهام جديدة، بل إلى وعي جديد؛ وعي يدرك أن الحرية لا تأتي بالانتظار، بل بالفعل. فالكلمة التي لا تجد ظلها على الأرض، لا يجب أن تصدق.
