د.خيرالدين حسن
في حواره الأخير مع صحيفة ملييت التركية، قدّم الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة من المواقف تكشف عن جوهر رؤيته للمرحلة المقبلة:
• اعتبر أن بعض الأجنحة داخل “قسد” و”حزب العمال” أفشلت اتفاق آذار وأبطأت مسار الاندماج.
• شدد على أن الوضع الراهن في شمال شرق سوريا يشكل تهديدًا للأمن القومي التركي والعراقي.
• تحدث عن نجاحه في إقناع أنقرة بعدم شن عملية عسكرية ضد قسد مؤقتًا، ريثما تتضح مسارات التفاوض بعد سقوط الأسد.
• لوّح بأن فشل عملية الاندماج حتى ديسمبر قد يفتح الباب أمام تدخل عسكري تركي مباشر.
• أشار إلى أن سوريا الجديدة تعتمد على نظام لا مركزي (90% بحسب القانون 107) لكنه استبعد أي نقاش حول الفيدرالية، معتبرًا المطالب الكردية مجرد “تمويه للانفصال”.
• وفي مفارقة لافتة، أعلن اقتراب توقيع اتفاق مع إسرائيل بوساطة أميركية، مؤكدًا أنه سيكون شبيهًا باتفاق 1974.
لكن… هنا تطرح الأسئلة الكبرى نفسها:
• إذا كان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ممكنًا خلال أيام، فلماذا يبدو الاتفاق مع الأكراد مستحيلًا ؟
• هل سمعنا من الرئيس الشرع يومًا طرحًا صريحًا لحل يرضي الشعب الكردي، غير لغة الاتهامات والتخوين؟
• إذا كانت الفيدرالية “محرّمة” في نظر القيادة، فما هو البديل الواقعي الذي يضمن مشاركة الكرد كشركاء حقيقيين في مستقبل سوريا؟
• كيف يمكن لرئيس أن يتحدث عن حماية أمن تركيا والعراق أكثر مما يتحدث عن صون كرامة مكوّن سوري أصيل يعيش على أرضه منذ آلاف السنين؟
المعضلة ليست في قسد ولا في تفاصيل “اتفاق آذار” وحده، بل في عقلية سياسية ما تزال ترى في الكرد “مشكلة أمنية” لا “شريكًا وطنيًا”.
سوريا التي تبحث عن اتفاقيات مع إسرائيل، مطالبة أولًا بأن تبحث عن اتفاق تاريخي مع أبنائها.
فالسلام يبدأ من الداخل، لا من حدود الآخرين.
