د.حمزة عيسى
الثورات لا تُدار من داخل الفيلات ولا تُصنع على موائد البذخ والترف، بل تولد من عمق معاناة الشعوب. كيف يُعقل أن يقود ثورة من يعيش في القصور، فيما شعبه ينام في المخيمات ويقتات على المساعدات؟
الثورة ليست وسيلة للثراء، ولا جواز سفر للسلطة، ولا بطاقة عبور نحو الحسابات البنكية. الثورة أمانة، والدماء التي سالت ليست لشراء السيارات الألمانية ولا السيجار الكوبي.
من جعل الثورة تجارةً، جعل نفسه تاجرًا بدماء الشهداء، ولصًا لأحلام الفقراء.
الثورة الحقيقية لا تعرف العطور الفرنسية، بل تعرف رائحة البارود والعرق والجوع والصمود.
من أراد أن يقود ثورة، فليعش كما يعيش شعبه، وليتحمل آلامه، وإلا فلن تكون ثورته سوى كذبة كبيرة.
في يوم ما زار الجنرال( جياب) أحد قادة الثوار الفيتناميين عاصمة عربية توجد فيها فصائل فلسطينية (ثورية) في السبعينات من القرن الماضي فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل والسيارات الألمانية الفارهة والسيجار الكوبي و البدل الايطالية الفاخرة والعطور الفرنسية باهظة الثمن وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية.
قال لتلك القيادات مباشرة بدون مواربة:
لن تنتصر ثورتكم.!!
فسألوه: لماذا ؟
فأجابهم:
لأن الثورة والثروة لا يلتقيان، الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب والثورة التي يغدق عليها المال يتحول قادتها إلى لصوص .
وإذا رأيت أحد يدعي الثورة ويسكن بقصر أو فيلا ويأكل أشهى الأطباق ويعيش في رفاهية وترف وبقية الشعب يسكن في مخيمات ويتلقى المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة…فأعلم أن القيادة لاترغب في تغيير الواقع فكيف تنتصر ثورة قيادتها لا تريدها أن تنتصر ؟
