د.خيرالدين حسن
أمس، في خطابه أمام الأمم المتحدة (23 أيلول 2025)، رفع أردوغان صورة لطفل فلسطيني يتضور جوعًا في غزة، ليُدين “الإبادة الجماعية” الإسرائيلية ويصف الصمت العالمي بأنه “تواطؤ”. خطاب مؤثر إنسانيًا، لكن خلفه يختبئ تناقض صارخ.
🔹 غزة: الصوت العالي
منذ 2023، جعل أردوغان غزة محور خطابه السياسي، يصفها بالإبادة، يدعم حماس علنًا، ويقدم نفسه كحامي القضايا الإسلامية.
🔹 الأكراد: الصمت المدوّي
بينما يتحدث عن أطفال غزة، تجاهل الأطفال الأكراد الذين قتلوا في عملياته داخل تركيا والعراق وسوريا. مدن مدمرة وبنية تحتية قصفت عدة مرات، آلاف الضحايا، وتشريد الملايين… كل ذلك تحت شعار “محاربة الإرهاب”.
🔹 السوريون: الازدواجية المكشوفة
يدّعي دعم الشعب السوري، لكن عملياته العسكرية (درع الفرات، غصن الزيتون…) استهدفت بالأساس الكرد، وتسببت بتهجير وقتل آلاف المدنيين. تركيا تستضيف اللاجئين، لكنها في الداخل تمارس التمييز والقمع.
🔹 ازدواجية تصنيف الإرهاب
حماس = “مقاومة مشروعة”
PKK وYPG = “إرهاب يجب دفنه”
المعيار ليس أخلاقيًا بل سياسيًا وانتخابيًا: دعم حماس يمنحه نفوذًا إقليميًا، وقمع الكرد يرسّخ سلطته في الداخل.
🔹 أردوغان ≠ نتنياهو… أم أنه يشبهه؟
كلاهما يستخدم الخطاب الشعبوي لتبرير العنف، وكلاهما متهم بانتهاكات جسيمة. الفرق الوحيد: أردوغان يتحدث باسم “المستضعفين المسلمين”، بينما نتنياهو باسم “الدفاع عن النفس”.
📌 الخلاصة
صورة الطفل الجائع في غزة مؤلمة وصادقة، لكنها تكشف ازدواجية سياسية: صراخ لأجل فلسطين… وصمت أمام جرائم ضد الكرد والسوريين. إذا أراد أردوغان أن يكون صوته مؤثرًا حقًا، فعليه مواجهة ماضيه، وفتح باب الحوار، والتخلي عن لغة الحرب. عندها فقط يمكن أن تكون تركيا قوة سلام حقيقية.
ما رأيكم؟ هل يمكن للسياسة أن تخلو من هذه الازدواجية؟

