وليد طاهر

الكُرد في سوريا ليسوا جالية مهاجرة أو أقلية طارئة، بل أمة عريقة تعيش على أرضها التاريخية في غرب كردستان. لهم لغتهم، ثقافتهم، وتاريخهم الممتد، ويملكون الحق الكامل في تقرير مصيرهم بأنفسهم، كما يرون ويختارون، دون وصاية أو تبعية.

لقد فشلت معظم الأحزاب الكردية السورية، رغم بداياتها القومية، في ترسيخ مشروع وحدوي يعبر عن هذا الوجود القومي. الانقسامات، التبعية الإقليمية، وضعف الرؤية الاستراتيجية، كلها عوامل أعاقت قيام مشروع سياسي كردي متماسك.

لكن هذا لا يلغي جوهر القضية: الكُرد أمة ذات هوية واضحة، وحقها في تقرير المصير – سواء كان في إطار حكم ذاتي، فيدرالية، أو أي صيغة أخرى – يجب أن ينبع من إرادتهم الحرة وحدهم، لا مما يحدده الآخرون لهم.

إن استعادة زمام المبادرة القومية تبدأ من بناء مشروع وطني كردي مستقل وموحد، يُعبر عن طموحات الشعب الكردي، ويحترم واقع سوريا وتنوعها، دون أن يتنازل عن الحق الجوهري:
أن نقرر نحن، لا أن يُقرَّر لنا.