كل التضامن

فواز عبدي

استيقظ سروك باكراً، كما يفعل كلما شعر أن البلاد تحتاجه أكثر مما يحتاج –هو- إلى النوم. ومع قهوة الصباح تصفح وسائل التواصل الإجتماعي يتأمل صورته التي نشرها البارحة وهو يزرع شتلة زيتون بعد تهديدات جديدة من العدو.. وقد غزت صورته صفحات فيسبوك وتيك توك وإنستغرام وتلغرام وغيرها..
فجأة، وقع نظره على منشور لكاتب معروف بدس أنفه في كل شاردة وواردة.. ويكتب في كل مناسبة و حتى من دون مناسبة “كل التضامن مع جنابى سروك في هذه المرحلة الحساسة”.
ابتسم سروك.. نادى مدير مكتبه وسأله:

  • هذا الكاتب، أليس هو نفسه الذي تضامن معنا في أزمة الطحين، ثم في أزمة الخبز، ثم في أزمة الطحين الثانية؟.
    أجاب المدير: نعم سيدي.. هو ذاته.
  • اتصلوا به فوراً.. نحتاج إلى تضامنه معنا في أمر سري..
  • حاضر سيدي..
    بعد دقائق، تم الاتصال:
  • ألو… من معي؟
  • مدير مكتب سروك.
  • يا أهلاً يا ألف أهلاً.. شرف كبير لي..
  • بصراحة جنابى سروك كلفني لأتصل بك.. ويطلب حضورك على وجه السرعة.. نحتاج تضامنك في أمر سري.
  • هاه! هيه؟ امم.. …
  • ما بك تلعثمت؟
  • خجلان أصارحك.
  • لا داعي للخجل.. قل ما تريد.
  • بصراحة ما معي حق التذكرة.. فأنا لاجئ في النرويج كما تعرف.. وأعيش على صندوق التضامن الأوروبي ..
    صمت الهاتف.
    صمت مدير المكتب.
    صمت التضامن.
    صمت الاتحاد الأوروبي.
    صمت الرئيس متأملاً، يقول لنفسه:

حتى التضامن… يحتاج إلى تمويل.