فواز عبدي

في المسلسلات الشامية أبو عصام يوزّع الخبز على الحارة،
أبو شهاب يوقف القصف بـ”كلمة رجال”،
الشيخ عبد العليم يبكي من خشية الله ثم يفتح بيته للنازحين.

في الأفلام الإسلامية:
أصحاب محمد لا يدوسون حتى النملة وهم يحاربون.
لا يقطعون شجرة، لا يذبحون شاة…
يهتمون بالجرحى والمدنيين أكثر من اهتمامهم بآبائهم وأمهاتهم.

في الواقع:
الشيخ مقصود والأشرفية، الحيان الكرديان المدنيان في حلب،
يُحاصران منذ أيام من قبل فصائل إسلامية منضوية تحت ما يُسمى “الجيش العربي السوري”.
يُمنع الحليب من دخول الحي
يُمنع الطحين
تُمنع الخضار
ناهيكم عن الفواكه…
ثم يقولون: “جيش الوطن” و”حماة الديار”.
ثم يقولون: “الإسلام دين الرحمة”.


(لدينا ثلاث حبات بندورة وخمس بيضات. والزيت على وشك النفاد).
هذا ليس مشهداً دراميّاً، بل جردة حساب يومية في بيتٍ مدنيٍ محاصر بقوى إسلامية.