د.حمزة عيسى
منذ لحظة تخرجي من كلية الطب البشري وحتى يومنا هذا، كانت مسيرتي رحلةً طويلة بين قاعات المشافي وغرف المرضى، وبين الألم والأمل، أبحث فيها عن إنسانية المهنة قبل شهرتها، وعن رسالة الطب قبل مظهرها.
بدأت مسيرتي الطبية بدافع إنساني عميق، لا تهمني المراتب ولا الألقاب بقدر ما يهمني أن أكون سببًا في تخفيف ألم مريض، أو إعادة الأمل إلى قلب أُسرةٍ كانت على وشك أن تفقده. فكل مريض عالجته، وكل ابتسامة رأيتها بعد شفاءٍ، كانت شهادة تقدير أعتز بها أكثر من أي وسام.
لم تكن السنوات التي مضت فقط ممارسةٍ مهنية، بل كانت حياةً مليئة بالتجارب، والمواقف، والرسائل التي عمّقت في داخلي الإيمان بأن الطبيب الحقيقي هو الذي يداوي الجسد بالكفاءة، والروح بالرحمة.
تنقّلتُ بين أماكن عديدة، وعملتُ في ظروف صعبة، لكنّي كنت أؤمن دومًا أن الطبيب حين يضع يده على مريضٍ، يضع معها جزءًا من ضميره الإنساني. تلك البصمة هي ما سعيت أن أتركها في كل مكان، وفي كل من عرفني مريضًا أو زميلًا أو تلميذًا.
واليوم، بعد سنواتٍ من العطاء والعمل المتواصل، أنظر إلى ما مضى فأحمد الله أن وهبني مهنةً ساميةً تحمل في جوهرها رسالة الرحمة. ما زلتُ أؤمن بأن الطب ليس فقط علمٍ يُدرس، بل هو فنّ الحياة، وضمير الإنسانية.
هذه هي بصمتي في هذه الحياة…
بصمة طبيبٍ آمن بأن الطب رسالة، وأن الإنسان هو الغاية.
يسعد اوقاتكم.
