وليد طاهر
تاريخيًا، لم يكن الصراع بين الأنظمة القمعية والشعوب الأصلية نابعًا من نزاع حدودي أو خلاف مؤقت، بل من عقيدة تقوم على نفي الآخر، وتشويه هويته، وتجريده من حقه الطبيعي في الوجود والتعبير. وينطبق هذا بشكل صارخ على الادعاءات الكاذبة التي تروجها الدول الغاصبة لأرض الشعب الكردي، تلك الدول التي جعلت من التزييف والتلاعب بالتاريخ وسيلة لتبرير الاحتلال والإقصاء.
الهوية الكردية: حق أصيل لا يُمحى
الشعب الكردي ليس مجرد أقلية عابرة في منطقة الشرق الأوسط، بل هو شعب أصيل، ضارب في جذور التاريخ، له لغته، وثقافته، وتاريخه الممتد عبر آلاف السنين. ومع ذلك، تصر بعض الأنظمة الاستعمارية على وصفه بـ”الطارئ” أو “الانفصالي”، متجاهلة حقائقه التاريخية والجغرافية، بل وتستخدم هذا الخطاب لتبرير عسفها، وقمعها، وممارساتها اللاإنسانية.
الادعاءات: من الكذب إلى السفالة
ما يدعو إلى التوقف عنده هو مستوى الانحدار الذي وصل إليه الخطاب الرسمي لتلك الدولة الغاصبة، حيث باتت الحجج السخيفة مثل “حماية الأمن القومي” أو “مكافحة الإرهاب” تُستخدم كغطاء لضرب القرى الكردية، وتهجير سكانها، وقصف مناطقهم دون تمييز. ويتم تصوير الضحايا كجناة، وتُمارس البلطجة السياسية والعسكرية تحت غطاء “القانون”، بينما الحقيقة أن ما يجري هو انتهاك صارخ لكل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية.
تشويه متعمد وتاريخ مزور
ضمن سياق هذه الادعاءات، يتم العمل على تشويه الهوية الكردية، ومحو ثقافتها من المناهج التعليمية، ورفض الاعتراف بها في الدساتير الرسمية. هذه ليست سياسات أمنية، بل مشاريع إقصائية تهدف إلى تفريغ الأرض من أهلها، والسيطرة عليها تحت ذريعة “السيادة” و”الوحدة الوطنية”، بينما الوحدة الحقيقية لا تُبنى على القهر، بل على الاعتراف والمساواة.
بلطجة دولة.. وصمود شعب
ورغم كل ذلك، لم تنكسر إرادة الشعب الكردي. بل على العكس، زادته السياسات القمعية إيمانًا بقضيته، وتمسكًا بأرضه، وتصميمًا على نيل حقوقه المشروعة. هذه ليست دعوة إلى الكراهية، بل دعوة إلى كشف الحقائق. فما تقوم به تلك الدولة ليس إلا بلطجة سياسية مغلفة بالدبلوماسية الكاذبة، ووراء كل ادعاء باطل، هناك انتهاك صارخ يجب فضحه أمام العالم.
خاتمة
الادعاءات الكاذبة ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي أدوات لشرعنة الظلم وسحق الحقيقة. ومع كل محاولة لتزييف التاريخ أو تبرير الإجرام، يبقى صوت الشعب الكردي أعلى، وحقيقته أقوى، وإرادته أصلب. الأرض التي يُراد طمسها، ستبقى تنطق بكرديتها، وستشهد على ظلم الغاصبين إلى أن يتحقق العدل، ولو بعد حين.
