د.خيرالدين حسن
وزير الخارجية التركي يقول: “كل ما يحدث في سوريا مرتبط بسلامة تركيا وممتلكات وأرواح مواطنيها، ونحن نتصرف من هذا المنطلق.”
بكل بساطة يعني: سوريا تحترق؟ لا مشكلة!
ملايين الناس تهجّروا؟ لا بأس!
بلاد انهارت؟ عادي!
المهم أن تبقى تركيا بخير، وحدودها آمنة، ومواطنيها مرتاحين!
تصريح صغير… لكنه كاشف!
كاشف لطريقة تفكير أنقرة، ولعقلية “الجار الكبير” الذي يرى جيرانه فقط من خلال منظار مصالحه.
ما دام الخطر بعيدًا عنهم، فليأكل السوريون التراب.
ما دامت النار لا تقترب من حدودهم، فليحترق الآخرون كما يشاؤون.
طوال 13 سنة من الدم والتهجير والخذلان، لم يسأل أحد منهم: ماذا عن الإنسان السوري؟
ماذا عن وطنٍ صار مسرحًا لكل اللاعبين؟
لم يسألوا لأن الإجابة لا تهمهم أصلاً.
المهم أن يظل الشعب التركي في أمان، أما الشعب السوري فـ”ملف أمني”، لا أكثر.
تركيا اليوم تتصرف وكأنها وصيّ على سوريا، لكنها في الحقيقة جزء من اللعبة التي مزّقت البلد.
تحمي حدودها… نعم، لكنها لا تحمي إنسانيتها.
وكل من يبرر ذلك بمنطق “الأمن القومي” نسي أن الأمن الحقيقي يبدأ من احترام حياة الجار، لا من استغلال مأساته.
