ديندار خاشو

منذ أن وُلدنا، ونحن نحلم بوطنٍ يحتضن أطفاله كما تحتضن الأم طفلها الأول — وطنٍ تنبض فيه الحرية كما تنبض الحياة في قلبٍ طاهر، وتُقام فيه العدالة لا كشعارٍ يُرفع، بل كقيمةٍ تُمارَس.

لكنّ أطفالنا ما زالوا يحلمون في صمت، بينما تُحاصرهم العيون من كل زاوية، وتلاحق أنفاسهم أجهزة الأمن كأنها تلاحق جريمةً في طور الولادة.
فمن المسؤول عن وأد هذا الحلم؟
هل هي الأنظمة الغاصبة التي جعلت من كردستان ساحةً لمعادلاتٍ دولية لا تنتهي، واستباحت الجغرافيا والتاريخ معًا؟
أم أن جزءًا من الجرح نابع من الداخل، من ذلك القائد الكردي الذي لم يتقن فنّ القيادة ولا شرف المسؤولية، فحوّل القضية إلى وسيلةٍ للبقاء على الكرسي لا إلى غايةٍ للتحرر؟
أليس من يمنع الشباب من حمل راية التغيير شريكًا في قتل الحلم؟
أليس من يتمسّك بكرسيّه حتى لو لم يبقَ في الحزب غيره وزوجته، مسؤولًا عن موت الفكرة قبل موت التنظيم؟
نحن لا نُصلح الواقع بالسكوت عنه، ولا نبني المستقبل بالتغنّي بالماضي.
إنّ تحرير الوطن يبدأ بتحرير الفكر، وإنّ بناء كردستان لا يتمّ بترميم الأحزاب، بل بإعادة بناء الإنسان الكردي— الإنسان الحر، المسؤول، القادر على أن يحلم وأن يدافع عن حلمه.
فليُسأل كلّ من ساهم في قتل الحلم، من الخارج أو الداخل، عن دوره أمام أجيالٍ لم تعد تريد شعارات، بل حياة تليق بها.