وليد طاهر
لا تُتعبوا أنفسكم في البحث عن الديمقراطية، فلن تعثروا عليها فوق هذه الأرض التي أرهقها الزيف، ولا تُفتّشوا عن حقوق الإنسان والعدالة، فحتى الزوايا المظلمة قد ضاقت بهما وغاب فيهما الصدى.
لقد صارت الديمقراطية قناعًا من الكلمات تُخفي وراءها وجوه الطغاة، وصار العدل شعارًا يُرفع في مواسم الخطابة لا في ميادين الحياة. فالحرية لم تعد وعدًا بالكرامة، بل صارت سلعة تُباع في أسواق المصالح، وتُشترى بأثمان الضعف والتنازل.
غير أن هذا القول لا يدعو إلى اليأس، بل إلى يقظةٍ فكرية وروحية. فالديمقراطية الحقة لا تُمنح، والعدالة لا تُستورد؛ إنهما يولدان من رحم الوعي الإنساني حين يتصالح المرء مع ضميره ويصغي إلى نداء الحقيقة في داخله.
فابحثوا إذن لا في الأنظمة، بل في الإنسان ذاته، ففي أعماقه وحدها يمكن أن تنبت البذرة الأولى للحرية، ويُستعاد المعنى الغائب للعدالة.
