أحمد اسماعيل اسماعيل
منذ إنشاء المسارح الخاصة ، وتحديد أسعار الدخول إليها ، وظهور أنواع مسرحية معينة تلبية لرغبات وأذواق شرائح المجتمع المختلفة،واستخدام الكشافات الضوئية الأرضية ،وبناء المسارح وفق تصميم معين عُرف باسم العلبة الإيطالية ،تبدلت حال الظاهرة المسرحية ،وبدأت تسير على رأسها مدة ثلاثة قرون ونصف القرن، ولم يستقم وضعها ،وتسير على قدميها ،إلا في النصف الثاني من القرن العشرين،وذلك بفضل مسارح وتيارات مسرحية رائدة دعت إلى تصحيح العلاقة بين العرض والمتفرج ،والتي وصفها ميرخولد في معرض نقده لعلاقة المسرح الطبيعي بجمهوره : بعلاقة السيد بالعبد.
وقد استطاعت هذه المسارح نزع الدور المركزي عن العرض، وإعادته للمتفرج، واعتبار هذا الشريك محور الظاهرة المسرحية برمتها، في حلقاتها أو مسافاتها الزمنية الثلاث: السابقة للعرض المسرحي ،والمرافقة ،واللاحقة له؛ الذي يتشكل في الأولى منها أفق توقع المتفرج ،المكون من الوعي، والخبرة ،والمتابعات الصحفية و الآراء المتداولة حول العرض لدى المتفرج الراشد،والمكون من بعض التصورات،و المشاعر،والرغبات ..وعناصر أخرى لدى الطفل المتفرج .
وعملية التلقي المسرحي لدى المتفرج،التي هي عملية إبداعية فاعلة،لا تقتصر على مجرد المشاهدة ،أو المتابعة الحيادية لأحداث وشخصيات العرض،لا تبدأ مع العرض،ولا تنتهي بنهايته.
- التلقي المسرحي قبل العرض :
يتبع…
