عقد حراك xwebûn جلسة حوارية في مكتبه بمدينة قامشلو حول الأحداث الاخيرة التي حدثت في مدينة عفرين المحتلة، وكان من أبرز المحاور التي تمت مناقشتها:
1_دخول هيئة تحرير الشام إلى المناطق التي تحتلها تركيا شمال غرب سوريا.
2_هل هو باتفاق مع الدولة التركية، وهل سيمتد إلى باقي المناطق المحتلة في الجزيرة.
3_هل تخلت تركيا عن الفصائل المعارضة وما يسمى بالجيش الوطني.
4_إذا كان المشروع تركي فما الهدف منه، وهل المنطقة مقبلة على حرب جديدة ضد الكورد.
5_ما هو الموقف الأمريكي والروسي من هذا المشروع التركي، ولا سيما أن هيئة تحرير الشام مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في مجلس الأمن الدولي.
6_ما هو موقف الحركة الكوردية، وما المطلوب منها القيام به.
بدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً واحتراماً لأرواح الشهداء، ومن ثم تمت مناقشة المحاور بالترتيب، حيث بدأ الناشط والصحفي “محمد حسين” بالحديث قائلا: “بالتأكيد يوجد موافقة تركية على هذه العملية ومن دون موافقتها لا تستطيع الفصائل المسلحة القيام بأية خطوة، مضيفاً بأن تركيا بدأت بتخفيف دعمها للفصائل بالتزامن مع بدأ مفاوضات ولقاءات مع وفود من الحكومة السورية”.
وحول الموقف الأمريكي والروسي أشار حسين إلى أن الموقف غير واضح، لأن روسيا داعمة للنظام ولن يستبدله بالأكراد، أما أمريكا فهي تحافظ على حياديتها وصمتها جراء ما يحصل كعادتها.
ومن جهته أكد “وليد جولي” عضو مركز الدراسات الكوردية أن دخول جبهة النصرة إلى عفرين كان بالتنسيق المباشر مع الأتراك، حيث كانت هنالك مدرعات تركية مراقبة لجبهة النصرة على الحواجز، وأثناء دخولها إلى وسط مدينة عفرين، مؤكداً أنه تم عقد اجتماع لقادة الفصائل المسلحة قبل العملية العسكرية في مدينة اعزاز مع قيادة الاستخبارات التركية ووالي مدينة غازي عنتاب التركية، وتم الاتفاق على انسحاب الفصائل من عفرين وتسليمها لجبهة النصرة.
هذا وأضاف “جولي” بأن استبدال تركيا للفصائل بجبهة النصرة يأتي في وقت يحاول فيه أردوغان كسب تأييد الشارع التركي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وليبين أنه قد أزال الدعم عن تلك الفصائل، كون ملف الفصائل ودعمها يعد من الملفات التي تؤثر كثيراً على الشارع التركي إلى جانب ملف اللاجئين، كما أن تركيا تحاول إبعاد الشبهات عنها كونها الداعم الرئيسي للفصائل المسلحة المتهمة بالقيام بجرائم حرب في المناطق التي احتلتها.
كما وشدد على عدم وجود أي خلاف بين القوات الروسية والأمريكية من ناحية وجهات النظر حول ما يجري، على العكس تماماً، يوجد تنسيق جيد ومباشر بين الطرفين في المنطقة، وأن المجلس الوطني الكوردي أيضاً لا يستطيع إبداء موقف صريح كونه مرتبط بالائتلاف السوري والائتلاف يأتمر بأمر تركيا والفصائل المسلحة التابعة له.
وفي مداخلة للمحامي “فهد شيخ سعيد” بخصوص إذا ما كان هنالك محاكمة لتركيا أو الفصائل التي تدعمها بتهمة القيام بجرائم حرب، أكد الأستاذ فهد بأن تركيا لن تكون لها محاكمة دولية بتهمة جرائم الحرب، كون المجتمع الدولي مجتمع منافق، مؤكداً بأن النظام التركي بدعمه للفصائل المسلحة خسر الكثير من أوراقه الرابحة داخلياً قبيل الانتخابات، من أهمها تدهور الإقتصاد وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في الداخل التركي، بالإضافة إلى خسارة حليفها الأمريكي عبر التنسيق المستمر والدائم مع الروس.
أما الاستاذ عبد الباقي يوسف رئيس حراك خوبون فقد أكد أيضاً على أن عملية دخول جبهة النصرة إلى عفرين تمت عبر عملية استلام وتسليم وبقرار تركي، وأن تركيا تسعى بهذه الخطوة إلى زيادة امتلاك الأوراق الرابحة بيدها، للضغط على أمريكا وروسيا على الرغم من معرفتهما المسبقة بهذه العملية، وكون جبهة النصرة من التنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب وقد تشكل خطراً على مناطق النفوذين الأمريكي والروسي في المنطقة، وأيضاً للضغط على الفصائل المعارضة للقبول بالجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام السوري.
وأضاف السيد عبدالباقي بأن عدم موافقة أمريكا وروسيا على العملية العسكرية التركية على الشمال السوري هي مسألة مصالح ومناطق نفوذ بحتة، كما أنه لا يوجد أي شيء بخصوص جرائم الحرب بحق تركيا.
وأردف قائلاً أن تركيا ستتخلى عن كل مكتسباتها في المنطقة في حال حل قوات سوريا الديمقراطية وسيطرة النظام على المناطق الكوردية، كما أن تركيا تسعى للحصول على حصة لها في الحكومة السورية الجديدة في حال تشكيلها وفق دستور جديد، وستستخدم ورقة اللاجئين للضغط على النظام في حال تم ذلك.
من جهته أوضح الدكتور فريد سعدون الأستاذ الجامعي بأن الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا منقسمة إلى قسمين، فجيش الإسلام والجبهة الشامية يتلقون الدعم من السعودية، والفيلق الثالث وهيئة ثائرون تتلقى دعمها من تركيا، منوهاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها منطقة عفرين وريفها، حيث أنه في شباط الماضي من هذا العام هاجمت النصرة عفرين ووصلت إلى ناحية كفرجنة، لكن باتفاق روسي إيراني تركي تم إيقاف العملية وإعادتها إلى مناطقها في إدلب.
أيضاً نوه الدكتور فريد إلى أن السعودية تعتبر من أكبر الداعمين لقسد لوجستياً وعسكرياً، الأمر الذي يثير قلق تركيا كونها تخاف من انجرار الفصائل المسلحة التي تدعمها وراء الأموال السعودية، وأن أمريكا لا تريد اقتراب النصرة من مناطق قسد حالياً كونها ستكون مجبرة على استخدام سلاحها الجوي، وستكون مضطرة إلى الدخول في مفاوضات مع الروس كون مناطق شمال غرب الفرت تابعة لروسيا، وهذا ما لا تحبذه أمريكا حالياً، وتفضل الإتفاق مع تركيا على الإتفاق مع روسيا، كما أن أمريكا مشغولة حالياً بالوضع في أوكرانيا ولا تريد تحريك الإستقرار الحاصل في المنطقة.
أما بخصوص ما يتوجب على الحركة الكوردية القيام به وبخصوص الإتفاق الكوردي قال سعدون : لا يوجد أية نية دولية لإيجاد إتفاق كوردي كوردي وكل ما يشاع كذب وضحك على اللحى.
وفي مداخلة الأستاذ طاهر حصاف عضو المجلس الوطني الكوردي أكد على أن دخول جبهة النصرة إلى مناطق عفرين تم بموافقة وعلم روسيا وأمريكا، كما نوه إلى أن المجلس الوطني الكوردي استنكر الهجوم على عفرين وريفها، وأنه لا وجود لأي اتفاق كوردي حتى لايوجد موقف موحد من هذه الأحداث، وهذا الأمر مستنكر ومدان.