شهدت مدينة عامودا في 13 تشرين الثاني 1960 مجزرة مروعة راح ضحيتها ما يقارب 280 طفلاً ألا وهي حريق سينما شهرزاد أو ما يسمى بحريق سينما عامودا.
قبل 61 سنة تمت دعوة الأطفال من قبل مدير ناحية عامودا، لحضور الفلم المصري ( شبح منتصف الليل ) في صالة السينما، من أجل دعم الثورة الجزائرية ضدّ الفرنسيين .
بعد العرضين الأول والثاني كان هناك عرض ثالث حيث لم يكن يتسع المقاعد لأكثر من 200 طفلاً,إلا أن عدد التلاميذ الذين دخلوا صالة السينما بلغ 500 تلميذاً, وبعد مدة قصيرة من بدأ الفيلم اندلعت النيران، بفعل شرارة من آلة العرض القديمة لتبلغ سقف الصالة، ومن ثم امتد اللهيب إلى الحيطان الخشبية والأثاث الى أن وصل الى الباب .
تدافع الأطفال وامتلأت الصالة بالدخان ,لم يكن هنالك من مخارج سوى مخرج وحيد ونتيجة التدافع والإزدحام ,أغلق الباب الخشبيّ المرتفع عن الأرضيّة , ما أبقى الأطفال محاصرين في الداخل، ولم يكن برفقتهم أيّ من المعلمين ولا الإداريين، فقط بعض الفنيين الذين لم يتمكّنوا من إنقاذ الأطفال وسط الرعب والازدحام.
نتيجة الخوف والرعب والتدافع قفز بعضهم عبر النافذة، إلا أن البئر العميق في الخارج تحت تلك النافذة كان بانتظارهم وكان السبب في مضاعفة عدد القتلى .
جيل كامل من أطفال مدينة عامودا أصبحوا ذكرى مؤلمة ووصمة عار في جبين السلطات السورية وحتى المجتمع الدولي ,إضافة الى أن الحكومات الجزائرية المتعاقبة لم تحاول ولو لمرة واحدة باستذكار تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 280 طفلاً قرباناً لمحاولة تقديم الدعم للثورة الجزائرية.