أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن اكتشاف أثري نادر وهي عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني، في مدينة الرستن بمحافظة حمص السورية، ولا يوجد لها مثيل في العالم.
ووفقاً لعلماء الآثار فإن اللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين، وفق وصف مديرية الآثار، المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة” والتي تتحدث عن حرب الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.
وأوضح القائمون على مديرية الآثار والمتاحف أن اللوحة تضم أيضاً أسماء ملوك اليونان، الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.
وتم اكتشاف هذه اللوحة النادرة، أثناء إجراء أعمال تنقيب عن لوحة أخرى وطبقات أثرية ضمن منزلين بمدينة الرستن، كانت المديرية بالتعاون مع متحف “نابو” في بيروت قد استملكوهما، ليقوما بأعمال تنقيب فيهما.
يذكر أن اللوحة كانت أسفل بعض البيوت السكنية والتي حاولت بعض التنظيمات والفصائل المسلحة من الحصول عليها وتهريبها للخارج، إلا أن مديرية الآثار والمتاحف وبالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة في الرستن، كشفت عن مخططها وقامت المديرية بالتعاون مع مجلس أمناء “نابو” في بيروت، بشراء المنزلين الذين يكمن تحتهما اللوحة، ونقل ملكيتهما لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف.
وتم الحفر والردم مرات عدة للحفاظ على اللوحة، وتمت بعدها أعمال التنقيب، وحين الوصول إلى اللوحة الأساسية، كانت المفاجأة باكتشاف لوحة أخرى أهم وأكثر ندرة في العالم.