ترددت مواقف وتحليلات كثيرة في وسائل الإعلام حول ضلوع دول إقليمية وعلى رأسها إيران في دعم حركة حماس في هجمات جناحها العسكري على إسرائيل ، و بحثت عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن حلقة وصل تثبت ضلوع إيران ووقوفها وراء تلك الهجمات، إلا أن لاستاذة العلوم السياسية والمستشرقة الروسية والمتخصصة في الشأن الإيراني ، كارين غيفورغيان، كان لها تحليل ورأي آخر.
فالسيدة غيفورغيان ترى أن تركيا هي من تقف وراء هذا الهجوم وليست إيران.
وفي مقال ل “مارينا بيريفوزكينا” في صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية ، قالت أنها عرضت عدة أسئلة بخصوص الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، من بينها سؤال حول الدول التي قد تكون سلّحت حماس ودفعتها إلى مهاجمة إسرائيل، على المستشرقة كارين غيفورغيان، وكان جوابها أنه “لا علاقة مباشرة لإيران بها. على الرغم من أنها تفرك يديها، وهذا أمر مفهوم. لكن إيران لن تتدخل في هذا الأمر. هذا رأيي. إيران لديها هموم أخرى، ولا حاجة بها للمشاركة في ذلك، هناك جهات فاعلة أخرى على استعداد للعمل”.
وأضافت غيفورغيان، أن “حماس نفسها “إخوان مسلمون”. الرعاة الرئيسيون لجماعة الإخوان المسلمين، تركيا وقطر. وهذه الجماعة مقربة من الرئيس التركي أردوغان. ولم يكن لدى إيران أي قدرات لوجستية لتزويد حماس بالأسلحة في قطاع غزة. بينما تسيّر تركيا منذ العام 2016 قوافل إلى قطاع غزة، بالاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية. لذلك، إذا تم إدخال شيء إلى هناك، فإن تركيا هي من أدخلته”.
وعند سؤالها “لماذا تحتاج تركيا إلى كل هذا، فهي في نهاية المطاف شريكة إسرائيل؟”،
أجابت الباحثة الروسية، أن تركيا لديها سببها الخاص: إنها تريد انتزاع حقل غاز ليفياثان في البحر الأبيض المتوسط من إسرائيل. هذا أولا؛ وثانيا، لدى تركيا عقيدة جديدة “الوطن الأزرق”، تنطوي على توسيع مساحة سيطرتها على المياه.
وكانت سفيرة إسرائيل لدى أنقرة ايريت ليليان
قد حذرت تركيا منذ الساعات الأولى لهجوم مسلحي حركة حماس على إسرائيل ، من استمرار دعم تركيا لحركة حماس، ما يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الطرفين مرة أخرى بعد دخولها في حالة من الدفئ.
وطالبت ليليان أنقرة بتقديم القياديين من حركة حماس المتواجدين على الأراضي التركية الذين انخرطوا في أنشطة ضد إسرائيل إلى المحاكمة بتهم جرائم ضد الانسانية، وإغلاق مكتب حماس على أراضيها وطرد قياديها من بلادهم.
وأوضحت ليليان أن تركيا لا يمكن لها في الوقت الحالي أن تلعب دور الوسيط بين طرفي القتال، كون إسرائيل منشغلة الآن في إحصاء عدد ضحاياها وتعمل على فك أسراها المختطفين لدى مسلحي حماس.
من جانبه اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتدريب ودعم “التنظيمات الارهابية” وتحويل الشرق الأوسط إلى حمام من الدم، مهدداً بأنه سيقوم بما يلزم في الوقت المناسب في سياق تعليقه على حادثة إسقاط أمريكا طائرة تركية في شمال سوريا الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان في معرض حديثه عن الحرب بين إسرائيل وحماس على خلفية ارسال الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حاملة طائرات إلى إسرائيل: “ماذا ستفعل حاملة الطائرات الأمريكية في إسرائيل، وماذا ستفعل بكل زوارقها وطائراتها التي تأتي إلى هناك؟ ستبدأ مجازر خطيرة بضرب وإسقاط غزة بأكملها ومحيطها”.
ليرد الرئيس الامريكي على أردوغان : “نحن نعلم جيداً من هي حماس ونعلم من تدعمها كما دعمت داعش وأصبحت قوة إرهابية كبيرة في المنطقة ، حتماً سنقف إلى جانب الشركاء ونحمي الأقليات المستهدفة من الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط”.
وأكد بايدن على وقوف بلاده بقوة إلى جانب إسرائيل، موضحاً أن إرسال بوارجه الحربية وحاملة الطائرات إلى شرق البحر المتوسط، هو رسالة تحذير إلى كل من تسول نفسه بالدخول إلى هذا الحرب ودعم حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية ضد إسرائيل، وإشعال حرب إقليمية.