في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات بدأت القوات التركية العسكرية بالتعاون مع الفصائل المسلحة والمرتزقة الموالية لها من فصائل الجيش الوطني السوري والمعارضة السورية عملياتها العسكرية البرية و الجوية في كانون الثاني عام 2018 تحت مسمى عملية (غصن الزيتون) ، لتعلن بعد حوالي شهرين احتلالها لمدينة عفرين .
خلال السنوات الست، مارست الفصائل المسلحة الانتهاكات بحق المدنيين والسكان الأصليين ممن تمسكوا بأرضهم وأملاكهم، وبحسب منظمات حقوق الإنسان فإنه تم تسجيل أكثر من 8700 حالة اختطاف واعتقال تعسفي ونحو 4000 انتهاك آخر بحق الحجر والشجر خلال 6 سنوات، ضاربين عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان .
وبحسب تقارير صحفية وحقوقية فإن القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها تعيث فساداً بعفرين بعد تهجير القسم الأكبر من أهلها وسلب ممتلكاتهم وأرزاقهم،وقدرت نسبة النزوح القسري
والهرب من بطش الجماعات المسلحة الموالية لتركيا بأكثر من 310 آلاف “بنسبة 56%” . ومن اختار المكوث بعفرين من أبنائها رافضاً للتهجير، طالته يد الظلم والتنكيل والاعتقال وعانى شتى أنواع الإنتهاكات، فعمليات الاعتقال ، والخطف بهدف الفدية ، ومصادرة المواسم ، والإستيلاء على المنازل والمحال والسيارات لم تتوقف، والهدف الرئيسي هو دفع من تبقى من أهالي المنطقة للخروج من مناطقهم بغية استكمال عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى لها تركيا.
ومن تاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2018 لغاية تاريخه،وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 668 مواطن كوردي في عفرين بينهم 97 طفل و88 مواطنة في انفجار عبوات وسيارات مفخخة وتحت التعذيب على يد فصائل عملية “غصن الزيتون”، وفي القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين.
كما وثق المرصد منذ السيطرة التركية على عفرين وحتى مساء 17 آذار/مارس 2024، اختطاف واعتقال أكثر من 8729 من كورد عفرين، من بينهم 1123 شخصاً لا يزالون قيد الإعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم فدية مالية باهظة، تفرضها فصائل “الجيش الوطني” الموالية لأنقرة.
وتشير إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى توطين أكثر من 4476 عائلة من محافظات سورية أخرى في عفرين، بعد أن هُجروا أيضاً من مختلف المحافظات وأجبروا على النزوح، وذلك في إطار التغيير الديمغرافي من قبل الحكومة التركية.
إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان على مدار 6 سنوات أكثر من 3986 انتهاك بأشكال عدة.