يصادف اليوم ذكرى سقوط عفرين، تلك البقعة المباركة، أرض الزيتون، من وطننا كوردستان، بيد الإحتلال العسكري التركي ومرتزقته من الجيش الوطني التابع للائتلاف السوري، نستذكر في هذا اليوم الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن حرية عفرين، ونذكر قافلة الشهداء الذين يسقطون باستمرار نتيجة العدوان المستمر من قبل الدولة التركية ومرتزقتها من الفصائل الإرهابية التابعة للجيش الوطني السوري، كشهداء نوروز الأربعة من عائلة بيشمرك في العام الفائت، والشهيد الشاب أحمد مده في ١٣ آذار من هذا العام، الذين قضوا غدراً وإرهاباً بيد المستوطنين الغاصبين.
لا يخفى على أحد ما يمارسه الإحتلال التركي ومرتزقته من جرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم حرب موصوفة، كاملة الأركان، كونها تستهدف أفراد مدنيين مسالمين. كما تعد جرائم عنصرية ضد الجنس البشري، كونها تشمل جماعة معينة محددة بذاتها، وهم الكورد. يُضاف إلى ذلك التغيير الديموغرافي الممنهج الذي طال مساحة منطقة عفرين في معظم مدنها وريفها، ناهيك عن قطع أشجار الزيتون وتجريف الأراضي، تكريساً للإحتلال وتوسيع الإستيطان والعدوان.
إنَّ سياسات الدولة التركية وممارساتها على الأراضي المحتلة من كوردستان الغربية، سواء في عفرين ومنطقتي سري كانيه/رأس العين و كري سبي/تل أبيض وباقي مناطق غرب الفرات من سوريا، لا يشوبها أدنى شك بأنَّ الغاية الأساسية منها هي اقتطاع هذه المناطق لصالح توسع كيانها الإشكالي في الأصل. فهي تضم جبراً وقسراً الجزء الأكبر من مساحة كوردستان، وقد سدت كل الآفاق في الإعتراف أو إيجاد حل عادل للقضية الكوردية، بذريعة محاربة حزب العمال الكوردستاني. بل يطال عدوانها وشراستها التوسعية إلى بقية أجزاء كوردستان، إضافة إلى استمرار القصف اليومي بالطيران والأسلحة الثقيلة وتدمير البنى التحتية للحياة المدنية، لخلق واقع من عدم الإستقرار في عموم المنطقة.
إننا في حراك خوى بون/Xwebûn، نناشد العالم الحر والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الشأن بالوقوف في وجه هذه السياسات الإجرامية والضغط بالكف عنها، وتحميل الدولة التركية وجيشها الفاشي تبعات احتلالها لهذه المناطق.
نطلب من المجتمع الدولي التضامن مع أهالي الضحايا المدنيين، لمحاسبة الجناة المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا القصاص العادل.
لا للاحتلال التركي ومرتزقته.
الحرية لأهالي عفرين وباقي المناطق.
الرحمة للشهداء والخلود لذكراهم.
قامشلو في ١٨ آذار ٢٠٢٤
حراك خوى بون/Xwebûn