مجلة ألمانية فصلية معروفة ومشهورة خاصة بالأدب , تخصص عدداً لها للأدب الكوردي .
المجلة الألمانية والتي تدعى مجلة هورن الأدبية, نشرت في عددها 293 نتاجات 50 كاتباً كوردياً من كوردستان والمهجر,وقام بإعداد وترجمة أغلب المواد الشاعر والمترجم الكوردي تنكزار ماريني والمقيم في ألمانيا منذ عام 1996 إلى اللغة الألمانية.
للحديث عن هذا الموضوع يسرنا أن نستضيف الشاعر تنكزار ماريني .
خوى بون : أهلاً وسهلاً بك أستاذ تنكزار,حبذا لو تعرّف القراء بهذه المجلة الأدبية وما أهمية نشر بعض الأعمال الأدبية الكوردية في هذه المجلة ؟
تنكزار ماريني: مجلة هورن مجلة أدبية معروفة جداً على مستوى ألمانيا. مختصة بنشرالأدب والفن والنقد الألماني والأداب العالمية التي لم تُنشربعد في أية مجلة أو دورية أخرى وباللغة الألمانية أيضاً.
أٌصدرت هذه المجلة من قبل الكاتب الألماني الكلاسيكي المعروف فريدريك شيللر بين عامي 1795-1797 واسم المجلة “هورن” , حسب الميثولوجيا اليونانية تعني فصول السنة “الفصول الأربعة”,ومن هذا المنطلق ارتأى القائمين عليها لأن تكون مجلة فصلية.
ويأتي أهمية تخصيص عدد من هذه المجلة للأدب الكوردي , أن يتعرّف الألمان من خلال الأدب والأدباء الكورد على هموم الشعب الكوردي, وليس من خلال الحروب والمعارك والقتال وغيرها, خاصة وأن هناك عدد كبير من الكورد يعيشون في ألمانيا يقدر ب 1.5 مليون نسمة.
غالبية الوسائل الإعلامية الأجنبية تناولوا القضية الكوردية, للتعرف على الشعب الكوردي من خلال الجانب العسكري والقتالي, لذلك أردنا أن نفتح نافذة جديدة للتعرف على الشعب الكوردي عن طريق الأدب والفن وأعتقد هذه نقطة مهمة جداً.
خوى بون : من أين جاءت فكرة ترجمة ونشر مقتطفات من الأدب الكوردي في هذه المجلة وكيف تواصلتم مع إدارتها؟
تنكزار ماريني:
منذ عام 1996 وأنا مقيم في ألمانيا,عملت في مؤسسات ثقافية عديدة,تكونت لدي صداقات مع المثقفين والكتاب الألمان ومنهم أصدقاء للكورد يعملون في هذه المجلة مثل الرئيس الأسبق لبلدية مدينة هانوفر الكبيرة السيد هربرت شمالشتيك والذي كان أحد المشجعين لهذه المبادرة.راقت الفكرة للمشرفين على المجلة وأبدوا استعدادهم وموافقتهم .
للعلم فإن الفكرة ليست جديدة, والمشرفون والمحررون في المجلة هم أساتذة جامعات, ودعاة نشر الأدب العالمي على صفحات هورن , ولهم تجارب سابقة بهذا الصدد, فقد نشروا أعداداً خاصة بأدب أمريكا اللاتينية, الأدب النرويجي,الدانماركي, السويدي, السلوفيني, وآداب دول وشعوب أخرى.
بدأنا منذ عام بإعداد النصوص الأدبية وطلبنا من كتابنا بإرسال نصوصهم ,آخذين بعين الإعتبارالتوزيع الجغرافي للهجات الكوردية المختلفة.
خوى بون: جمع واختيار نتاجات كتاب كورد ومن لهجات مختلفة وترجمتها إلى اللغة الألمانية يحتاج إلى جهود كبيرة, كيف استطعت القيام بكل ذلك,ألم يساعدك أحد ولماذا؟
تنكزار ماريني:
صحيح كان العمل متعباً جداً واستغرق عاماً كاملاً لأنني قمت بقراءة نتاجاجات 90 كاتباً وترجمت أغلبها إلى اللغة الألمانية وكانت هناك نتاجات بلهجات كوردية مختلفة.
ساعدني في ترجمة النصوص باللهجة الزازائية الكاتب سيدخان كوروجي, وذلك لعدم معرفتي بهذه اللهجة, وفي الكرمانجية كان هناك كتاب ترجموا أو كتبوا موادهم باللغة الألمانية ومنهم من ساعدني على ترجمة بعض النصوص الكرمانجية ترجمة بدائية ,مثل السادة: كندال رمو, برور رمو, محمد عثمان, مي جان دوست, سيروان حاج بركو.
يذكرأن هناك كتّاب ومترجمين من هم أكثر تفوقاً مني , ورغم أنني تواصلت مع كثيرين, ممن يجيدون الألمانية كتابة وقراءة, ولكن لم يتقدم أغلبهم لهذه المهمة. وهنا لا ألوم أوأنتقد أحداً, ربما لهم ظروفهم الخاصة , فقط شعرت بالوحدة في هذه المهمة, وكنت أتمنى أن لا أكون وحدي في إنجاز هذا العمل .
مرة أخرى أتقدم بالشكر للكتّاب والمترجمين الذين أرسلوا موادهم مترجمة واللذين قاموا بترجمة النصوص الى الألمانية والتي هي مهمة ليست بالسهلة اطلاقاً. كما أتوجه بالشكر للسيد سيروان رحيم الذي ساعدني في التدقيق لترجمة أحد أشعار الشاعر شيركو بيكس “رسالة إلى الله” من اللهجة السورانية إلى اللغة الألمانية.
خوى بون: ذكرت أنه تم تقديم نتاجات أدبية من 90 كاتباً,هل تم قبولها جميعاً,وهل هناك شروط معينة لقبول المواد الأدبية ونشرها في هذه المجلة؟
تنكزار ماريني:
في الحقيقة تم قبول نتاجات 50 كاتباً فقط ,وهنا أود أن أذكر أنني تواصلت مع جميع الكتّاب الذين قدموا موادهم الأدبية وأخبرتهم أنني أؤمن بإمكانياتهم وبكتاباتهم,لأنني كنت مطلعاً على كتاباتهم ونتاجاتهم الأدبية وقرأت لهم سابقاً. لكن يبقى لإدارة المجلة شروطها وضوابطها لقبول المواد مثل شكل الكتابة الأدبية,أو الشكل الفني وإلى أي مدرسة يتبع الكاتب واللغة الأدبية , حيث من المهم جداً الفصل بين اللغة المحكية العامية ولغة الأدب والكتابة.وكثيراً ما نشاهد أعمال أدبية كوردية تحمل بين طياتها أحاسيس ومشاعر صادقة ولكن اللغة الأدبية ضعيفة,إضافة إلى أن مستوى المواد يجب أن يكون عالياً من حيث تقنيات السرد, الكتابة الشعرية وغيرها.
خوى بون : هل كانت هناك مواد أخرى غير الأدب الكوردي نشرت في المجلة؟
تنكزار ماريني:
نعم كانت هناك لوحات من الفن التشكيلي وتم اختيار عدد من لوحات الفنان بهرم حاجو. وهناك نصوص لكتّاب من أصل كوردي, لكن يكتبون بلغات أخرى كالألمانية, العربية والتركية.
خوى بون: أستاذ تنكزار,لماذا تأخرت هذه الخطوة ,أقصد نشر الأدب الكوردي مترجماً إلى اللغات الأجنبية في الإعلام الأجنبي أوفي المهجر,أليست فترة مئة عام طويلة جداً؟
تنكزار ماريني:
ترجمة المواد الكوردية الى الألمانية ليست متأخرة, فهناك أشعار ومواد كوردية ترجمت منذ مايقارب المائة عام , كالنصوص التي ترجمها المستشرقون والمرحومين, حسني عالي بدرخان, كاميران بدرخان وأخرون. لكن إصدار مجلة كوردية خاصة بالأدب الكوردي وبهذا المستوى, لتعريف القراء الألمان بالأدب والفن الكورديين, هذه لم تحدث. نعم جاءت الخطوة متأخرة للأسف,فالكورد محتاجون للتعريف بأنفسهم في الدول التي هاجروا إليها في جميع النواحي ومنها الأدب.
للأدب دور كبير في اطلاع العالم على الآخر والترجمة هي عبارة عن جسر لتلاقي وتلاقح الثقافات. العالم تعّرف علينا عن طريق الحروب والشجاعة وكرم الضيافة وعن دور المرأة عند غياب الرجل وهذا حسن أيضاً, أي كل مايتعلق بالقوة, أما ما يتعلق بالثقافة فهو ضئيل.
الإعتناء بهذا الجانب مهم للغاية. وهناك نقطة أخرى, لماذا ننتظر مجلة ألمانية حتى تنشر نتاجاتنا, لماذا لا نبادر نحن بإصدار مجلات بلغات الدول التي يقطنها الكورد في المهجر؟.