حقّق حزب العمال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، لينهي بذلك 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين، وبذلك سيتسلم زعيمه كير ستارمر مهامه كرئيس لوزراء بريطانيا .

وحصل حزب العمال على غالبية مقاعد مجلس العموم البريطاني، فيما استقال رئيس الوزراء السابق ريشي سناك بعد خسارة حزبه في الانتخابات، واصفاً ساعات صدور نتائج الانتخابات بـ “الليلة الصعبة”.

وعقب إعلان فوز رئيس حزب العمال كير ستارمر بدائرة هولبورن وسانت بانكراس في وسط لندن، تعهد ستارمر يأن يعمل من أجل خدمة أبناء دائرته الانتخابية، سواء من صوّت له أو لم يصوّت لصالحه.

من هو كير ستارمر؟
ولد عام 1962 في لندن ونشأ في مقاطعة ساري، في الجنوب الشرقي من إنكلترا لأسرة لديها أربعة أبناء.
كثيراً ما يردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والده يمتهن الخراطة في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة.
في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة “البدائل الاشتراكية”.
كان ستارمر أول فرد في عائلته يرتاد الجامعة. درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد البريطانيتين، ثم عمل كمحامٍ متخصص في شؤون حقوق الإنسان. خلال تلك الفترة من حياته، كافح لأجل إلغاء عقوبة الإعدام في بلدان أفريقية وكاريبية (بمنطقة البحر الكاريبي).
في عام 2008، تولّى ستارمر منصب رئيس النيابة العامة، ثم صار رئيساً لدائرة النيابة العامة وخدمات الإدعاء العام الملكية البريطانية.

بقي في ذلك المنصب الرفيع حتى عام 2013 ثم حصل على لقب فارس في العام التالي.

انتخب كير ستارمر في عام 2015 كنائب في البرلمان البريطاني عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن في مرحلة غير مبكرة من حياته، بعد مسيرة مهنية لامعة كمحامٍ. ومع ذلك، كان لديه اهتمامٌ سياسي واضح وكان لديه أيضاً نزعة يسارية متطرفة في شبابه.

كان العمال آنذاك على مقاعد المعارضة، خلف رئيس حزبهم، جيريمي كوربين، السياسي من أقصى اليسار.

عُهدت إلى ستارمر مهامُ وزارة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة بغرض توجيه النقد للحكومة القائمة. وقد تولى ستارمر مراجعة وتقييم أداء الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة ثم بعد تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح وزير حكومة الظل لشؤون “البريكسيت” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

استخدم ستارمر هذا المنصب للضغط من أجل إجراء استفتاء ثان في شأن البريكسيت.
حصل ستارمر على فرصته ليصبح زعيماً لحزب العمال بعد الانتخابات العامة لعام 2019.

صعد ستارمر إلى موقع زعامة العمال قبل أربع سنوات خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة.
ويزعم كثيرون من معسكر اليسار المتشدد أن ستارمر كان يجري إعادة ترتيب للبيت الداخلي طويلة النفس للتأكد من أن الأعضاء المعتدلين فقط هم من سيتمكنهم الترشح للبرلمان.
تزوج ستارمر من فيكتوريا ألكسندر، التي تعمل في هيئة الصحة الوطنية، عام 2007، ولديهما طفلان.

خارج أوقات العمل، يفضل ستارمر أن يمضي أوقات الاسترخاء في لعب كرة القدم الخماسية وهو من مشجعي فريق أرسنال لكرة القدم.