شنت هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى مسلحة، فجر يوم الأربعاء، هجوماً على مواقع للجيش السوري في أرياف حلب وحماة وإدلب، تحت اسم معركة «ردع العدوان»، كضربة استباقية لإفشال خطط الجيش السوري الذي يبدو أنه يستعد لشن حملة عسكرية واسعة بدعم من روسيا بحسب محللين سياسيين.
ووصفت المعارك بين الطرفين بأنها الأعنف منذ سنوات أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص وقطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب.

وفيما بعد أعلنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)،سيطرتها على نقاط استراتيجيةفي تلك المناطق، بما فيها عقدة الطرق الدولية “M4″ و”M5”.

وبحسب المرصدالسوري لحقوق الإنسان ،أسفرت المواجهات البدائية عن مقتل 182 مسلحاً، بينهم 102 من هيئة تحرير الشام و19 من فصائل موالية لتركيا، إضافة إلى 61 من الجيش السوري وحلفائه.

وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت في وقت سابق عن “تصدي قواتها” لهجوم وصفته بـ”الكبير”، مشيرة إلى أن الفصائل المسلحة استهدفت القرى الآمنة والنقاط العسكرية باستخدام أسلحة ثقيلة. كما شنت القوات السورية والطائرات الروسية غارات مكثفة استهدفت مناطق في إدلب وريف حلب، ما أسفر عن مقتل 19 مدنياً على الأقل، وفقًا للمصدر ذاته.

من جانبها أعلنت إيران عن مقتل أحد كبار مستشاريها العسكريين، العميد كيومرث بورهاشمي، في هجوم شنته الفصائل قرب حلب، حيث تتواجد مواقع للميليشيات الإيرانية هناك والتي كانت أهدافاً للغارات الإسرائيلية في أوقات سابقة.
ويعتقد محللون سياسيون أن الوضع الحالي يعكس محاولة تركيا إرسال رسالة إلى دمشق وموسكو للتراجع عن تحركاتهما العسكرية شمال غرب سورية.

يذكر أن هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذاً تسيطر على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
وكانت هناك اتفاقية منذ آذار/مارس 2020 بين روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار ما أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمسلحين في شمال غرب سوريا.
وأفادت مصادر أمنية تركية لرويترز بأن “عملية الفصائل المسلحة باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب المتفق عليه بين روسيا وإيران وتركيا”.
وبحسب شهود عيان،بدأت موجة نزوح تقدر بالآلاف من تلك المناطق باتجاه مناطق «درع الفرات»، نحو جرابلس وجرجناز.