انتخب مجلس النواب اللبناني، قائد الجيش، جوزيف عون، رئيساً للبلاد بعد شغور هذا المنصب منذ أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022.
واتفقت غالبية القوى السياسية اللبنانية على اسم قائد الجيش الحالي جوزيف عون، ليكون رئيساً للجمهورية اللبنانية، خلفاً للعماد ميشال عون الذي انتهت ولايته في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وحصد عون عدد الأصوات المطلوب للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية بعد عقد دورة ثانية لمجلس النواب اللبناني.
وفشل البرلمان باختيار عون رئيساً للبلاد في الدورة الأولى إذ حصد 71 صوتاً خلالها.
وفي الدورة الثانية حصل قائد الجيش على 99 صوتاً وسط تصفيق حار في البرلمان اللبناني،وذلك خلال جلسة عقدها مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس، حضرها جميع النواب البالغ عددهم 128 شخصاً.
وبذلك يكون جوزيف عون الرئيس الرابع للبنان الذي ينتقل من منصب قائد الجيش مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، إذ تكثّفت الاجتماعات والمشاورات بين القوى السياسية خلال الساعات الأخيرة من جلسة الخميس، بهدف التوصل الى “توافق” حول قائد الجيش، بعد ضغوط خارجية لسد الفراغ الرئاسي.
وبرز اسم جوزيف عون في الأيام الأخيرة على أنه المرشح الأكثر حظاً، ويحظى بموافقة أطراف خارجية، مثل الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا.
وبحسب الدستور اللبناني ،فإنه لا يسمح بانتخاب موظفين مازالوا يشغلون مناصب من الفئة الأولى، ويشترط مرور عامين على استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد، لذلك سيحتاج عون إلى تعديل دستوري ليتسلم منصبه الجديد.
من هو جوزيف عون ؟
ينتمي جوزيف عون إلى الطائفة المسيحية في لبنان، حيث يشترط العرف في البلاد أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً.
وُلد الرئيس الجديد للبنان عام 1964، من بلدة العيشية جنوبي لبنان، وحصل على إجازة في العلوم السياسية وشهادة في العلوم العسكرية، بعد أن إلتحق بالكلية الحربية عام 1983 وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1985.
عمل عون في الجيش اللبناني وتقلّد فيه عدة مناصب حتى ترقّى إلى رتبة عماد عام 2017، وشغل منذ مارس/آذار في ذلك العام منصب قائد الجيش اللبناني.
وفي أغسطس/آب 2017 قاد عون الجيش اللبناني في معركة ضد مجموعات من تنظيم الدولة الإسلامية، كانت ترتكز في مناطق جبلية حدودية مع سوريا.
كما شهد لبنان خلال عهده كقائد للجيش، احتجاجات عام 2019 نتيجة الأزمة الإقتصادية، وحدثت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين في عدة مناطق لا سيما في العاصمة وفي مدينة طرابلس شمال لبنان.
ويُعول المجتمع الدولي كثيراً على جوزيف عون لقيادة البلد خلال “المرحلة الحساسة” التي تعيشها، إذ قال الموفد الأمريكي للبنان آموس هوكشتاين خلال زيارة له إلى لبنان، إن عون يمتلك المواصفات المطلوبة في المرحلة المقبلة، وإن كان ليس الوحيد بهذه المواصفات.
ويرى متابعون ومحلّلون أنّ الدور المطلوب من الجيش في المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، شكّل عنصراً حاسماً في ترجيح كفّة قائد الجيش ليكون رئيساً للبلاد.