بعد صراع طويل ومضنٍ، وبعد أن قدم شعبنا أسمى التضحيات، تحقق النصر العظيم وسقط نظام البعث الأسدي الذي طغى على بلادنا لأكثر من ثلاثة وستون عاماً. هذا النظام الذي حكَم بسياط الحديد والنار، وأغرق شعبنا في بحر من الأكاذيب والشعارات الزائفة، وزرع بذور الفتنة والطائفية بين أبنائه، ليحكم قبضته الأمنية على مقدرات الوطن، وصاغ سياسات ومشاريع عنصرية بحق شعبنا الكوردي في سوريا وحرمانه من أبسط حقوقه القومية والإنسانية، وعمل على تغيير ديمغرافية منطقته وإفقارها وتجهيلها.
لقد كشفت الانتفاضة السورية المنتصرة، زيف وإدعاءات هذا النظام و أظهرت للعالم أجمع حقيقة وجهه الإجرامي القبيح، حيث إستخدم القوة المفرطة في مواجهة الشعب الأعزل وقمع الحريات العامة ، ونهب خيرات البلاد وأودعها في حساباته الخاصة بالخارج و إستقوى بمحور أستانا (روسيا -ايران – تركيا) لمنع مسار جنيف والتحول الديمقراطي من خلال الإلتفاف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ( القرار 2254/ لعام 2015 الخاص بمرحلة الحكم الإنتقالي سلمياً ، لهذا جاءت عملية ردع العدوان لإسقاط حكمه بالقوة وإلى الأبد .
في هذه اللحظة التاريخية، ندعوكم جميعاً إلى التكاتف والوحدة، ونؤكد على ضرورة تجاوز الخلافات والإنقسامات التي زرعها النظام بين المجتمعات السورية على إختلاف إنتماءاتهم العرقية والدينيةوالطائفية، والعمل سوياً من أجل بناء سوريا جديدة ديمقراطية تعددية، تحترم حقوق جميع مواطنيها، وتضمن العيش المشترك الكريم لهم . في إطار دولة القانون وفق مفاهيم العدل والإنصاف.
إلى أبناء شعبنا الكوردي
ندعوكم إلى توحيد الصفوف والعمل كجسد واحد، في هذه المرحلة الحساسة، حيث تتطلب قضية الشعب الكوردي القومية تضافر الجهود والعمل المشترك من أجل تحقيق أهدافنا المشروعة.
نؤكد مجدداً على أهمية الحوار الشامل والتفاهم بين جميع مكونات الشعب السوري، من أجل بناء سوريا المستقبل التي نطمح إليها جميعاً.
حراك خوى بون / Xwebûn
8/ 12/ 2024