رغم الظروف الصعبة والأوضاع الأمنية الغير مستقرة التي أدت الى هجرة الكثيرين من أبناء الجزيرة السورية إلى الدول الأوروبية والإقليمية، إضافةً الى تسرب أعدادٍ هائلة من الطلاب من المدارس والجامعات، تحتفل المنطقة اليوم بفرحٍ كبير تخرج العشرات من أبناءها من كلية الطب البشري من الجامعات السورية بمعدلات عالية، محتلين المراتب الأولى على مستوى القطر.
وحول ذلك أجرى موقع Xwbeûn الإعلامي بعض اللقاءات مع الخريجين والخريجات لمعرفة سر تفوقهم رغم إنحدارهم من منطقةٍ نامية، ومعرفة معدلات الخريجين واختصاصاتهم الطبية، وإذ ما كانوا يفكرون بمتابعة الدراسات العليا ومشاريعهم المستقبلية، إضافة إلى الصعوبات التي واجهوها في الجامعة، ونصائحهم لطلاب الثانوية الذين يحلمون بدراسة الطب.
الطالب الدكتور عصمت سمير الأحمد
صرح عصمت الأحمد لموقع xwebûn الإعلامي قائلاً: “معدلي للسنة التحضيرية هو ٩١ ومعدلي الجامعي ٨٠ ومعدلي بالفحص الوطني ٨٩ أما بالنسبة للاختصاص الذي أريد التخصص، فأنا أحب الداخلية القلبية والداخلية الهضمية وسأكمل في واحدة منهما”.
وأضاف الأحمد: “نعم انا انحدر من إحدى المناطق النامية هي “نامية” من حيث الخدمات أو البنية التحتية، ولكنها أبداً ليست نامية من حيث الإبداع والتميز والعقول التي تمتلكها المنطقة، وعن السر وراء التفوق فأعتقد أنه الإرادة والعزيمة والإصرارعلى التفوق والنجاح وتعاضد ومساعدة أبناء هذه المنطقة لبعضهم البعض في الجامعة التي يدرسون فيها”.
وأردف الأحمد: “هناك مجالان للاختصاص في بلدنا، أحدهما تابع لوزارة الصحة والآخر لوزارة التعليم العالي وهو نفسه الدراسات العليا أو الماجستير، وهو ما يريده غالبية الطلاب وأنا من ضمنهم، أما الدكتوراه ففي ظل نقص المقاعد المتوافرة والظروف الصعبة ومشوار الطب الطويل أصبح الدكتور يحبذ انهاء الماجستير وفتح عيادته، ولكن أعتقد لو أن الظروف تكون ملائمة ومساعدة أكثر؛ لسعى الكثير من الأطباء لإكمال دراستهم في المراتب العليا”.
وأشار الأحمد إلى أن الصعوبات دائماً موجودة وكثيرة، وأولها صعوبة المواصلات والأجور المرتفعة، وأجارات الشقق السكنية العالية، وتردي السكن الجامعي، والظروف الاجتماعية والمعيشية الصعبة.
الطالبة الدكتورة فاطمة خلف
صرحت فاطمة خلف ل xwebûn ، قائلةً: “معدلي في التخرج 90٪ ، وأنني أفضلُ الاختصاصات المختلطة بين الداخلية والعمليات الجراحية مثل النسائية والتوليد كونها أكثر قرباً لاهتماماتي الشخصية، وأفكر جيدً بإكمال الدراسات العليا، فالعلم لا نهاية له”.
وأرجحت خلف سبب التفوق إلى كونهم أول دفعةٍ تحضيرية منتقاة من خيرة الطلاب في الكلية، إضافة إلى اهتمام الأهالي بأهمية العلم وضرورة التعليم.
وذكرت فاطمة خلف أن الصعوبات كانت كثيرة، ولكن أهمها كانت المسؤولية الفردية، والبعد عن الأهل وضعف اللغة الأجنبية بشكل خاص نظراً للاحتياج إلى المراجع الأجنبية للتأكد من المعلومات في بعض الأوقات.
الطالب الدكتور ميسر السلومي
ذكر لموقع xwebûn الإعلامي أن معدله 87 % ، وإنه هناك اختصاصات عديدة تستهويه مثل اختصاصات النسائية والأذنية والقلبية.
وأرجح السلومي سر التفوق إلى أنه يأتي دائماً وبنسبة كبيرة من رغبة الشخص نفسه في أن يكون متفوقاً، مشيراً إلى أن التفوق ليس حكراً لأحد أو لمنطقة معينة دون غيرها، وأستدل بذلك الطلاب الكثر المنحدرين من الجزيرة، والذين أثبتوا جدارتهم في بلدان مختلفة من العالم.
وبيّن السلومي أنه لكل مرحلة صعوبات، ولكن بسبب الظروف الصعبة والمأساوية الذي يمر به البلد فأن أكثر ما يعانيه طلاب الجزيرة هو غلاء الأسعار والبعد عن الأهل الأمر الذي يحتم اعتماد الطالب على نفسه في كل شيء.
الطالبة الدكتورة كندة أوسي
قالت كندة أوسي لموقع xwebûn الإعلامي: ” معدلي 85 %، وحتى الآن لا يوجد اختصاص معين لدي، لكنني أميل نحو اختصاصات الداخلية والأطفال لاعتمادها على التفكير والتحليل والفهم الجيد لأسس الطب بشكل عام”.
وأضافت أوسي: ” برأيي أن العامل الأساسي للتفوق هو الالتزام والاجتهاد الشخصي الشديدين منذ البداية، فالنجاح ما هو إلا نتيجة تراكمية لتعب سنوات من الإصرار، تفوقي جاء نتيجة لجهد والديّ خصوصاً في المراحل الابتدائية بتوجيهي بشكل جيد نحو الاجتهاد وجعله سلوكاً روتينياً حياتياً.
وأكدت أوسي أنها تفكر بمتابعة الدراسات العليا، لأنها ركن أساسي للممارسة الصحيحة والدقيقة للاختصاص.
وكمثل باقي الطلاب كانت الصعوبات التي تواجه كندة أوسي تكمن في البعد عن البيت والأهل، والاعتماد الكلّي على الذات كان عائقاً كبيراً في البداية ، بالإضافة لكمية المعلومات والمواد الهائلة في الجامعة والتي كانت تتطلب جهداً إضافياً.
الطالبة الدكتورة نور درويش
بيّنت نور درويش ل xwebûn قائلةً: ” معدلي 83%، وإن دافعنا الأكبر كطلاب من المنطقة النامية، تحسين هذه الصورة المصطبغة عن منطقتنا، وإيماننا بأن العلم وحده قادرعلى إحداث نقلة نوعية على كافة الصعد، وأنه لا حدود للعلم ونحن لم نبدأ بعد وطموحنا لا يتوقف بحصولنا على شهادة التخرج وسنستمر بالتقدم دائماً”.
ذكرت درويش أن التطوع في مشافي المنطقة المدنية والعسكرية هي من ضمن مشاريعها المستقبلية كمحاولة لرد الجميل لهذه المنطقة وشعبها التي فاضت علينا بكرمها.
الطالب الدكتور شيروان سعيد
صرح المتخرج “شيروان فهد شيخ سعيد ل موقع xwebûn الإعلامي، قائلاً: “معدلي في التخرج 82% ، وأنا أفضل الاختصاصات الجراحية كونها أكثر قرباً لطموحي و اهتماماتي الشخصية منذ دخولي لكلية الطب، علماً أنه لدي طموح كبير في الأبحاث والدراسات الطبية التي تخص الأمراض الكثيرة المنتشرة في المنطقة”.
وأشار سعيد إلى أن سر تفوق غالبية طلاب المنطقة يكمن في كونهم يجدون في التحصيل العلمي سبباً للخلاص من الفقر والانتقال الى التحرر والمدنية ,وقناعتهم بأهمية العلم وضرورة التعليم ومواكبة التطورات الحاصلة في المنطقة أسوة ببقية المحافظات السورية.
وأكد سعيد أنه كانت هناك صعوبات عامة مشتركة بين جميع الطلاب في سوريا من الكهرباء، الماء والمواصلات…..الخ ، وهناك صعوبات خاصة يواجهها طلاب الجزيرة مثل تحمل مسؤوليات الحياة جميعها من الطبخ والغسيل والسكن وتأمين مستلزمات العيش بعيداً عن جو العائلة المساعد للطالب.
وأردف شيروان سعيد: “في السنوات القادمة ,سأسعى الى العمل على تنمية المهارات العلمية و إضافة ما هو جديد عملياً وبالأخص في مجال تخصصي في المستقبل القريب خدمة لأهالي المنطقة.
الطالب الدكتور باور أحمد
أما باور أحمد فكان معدله 80 % بحسب ما قال لموقع Xwebûn الإعلامي، مشيراً إلى أنه لديه رغبة وطموح بالدراسات العليا والدكتوراه، ولكن الظروف القاسية التي يمر به البلد وخاصة محافظات الداخل يصعب عليه المتابعة.
ويعتقد أحمد أن سر التفوق هو الدعم النفسي المستمر من قبل الأهل، وبأن ما كان يعانيه من صعوبات شكلت دافعاً قوياً لينهي مشوار الدراسة بجهد عالي والحصول على هذه النتيجة.
وعن الصعوبات التي واجهت باور أحمد، قال: “صعوباتنا نحن طلاب المحافظات الشرقية موحدة وهي البعد عن الأهل والدخول في حياة جديدة والاعتماد على الذات الذي كان يأخذ منا الكثير من الوقت”.
واختتم باور أحمد بتقديم نصيحةٍ لمن يحلم بدراسة الطب وهي أن يبذل الكثير من الجهد ولابد من التعب والكفاح للوصول الى اللذة.
الطالبة الدكتورة هلبست عبدالملك
صرحت هلبست عبدالملك ل xwebûn بأن معدلها بحدود 80 % ، والاختصاص يعتمد على المفاضلة والمعدل، ولكنها تطمح للاختصاصات التي تكون هادئة وبعيدة عن الحالات الاسعافية مثل ” الجلدية أو الغدية “.
وأردفت عبدالملك: “حقيقة الدراسة في السنوات الأخيرة كانت صعبة للغاية خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، ولكن السنة التحضيرية فتحت الكثير من المجال للطلاب بالدخول للفروع الطبية، ولحسن حظي كنت من طلاب أول دفعة للسنة التحضيرية.
وعن الصعوبات الكثيرة التي واجهتها قالت عبدالملك: “الصعوبات كانت كثيرة وأهمها البعد عن الأهل والغربة، وغلاء الأسعار، ولكن في المقابل يجب أن نعلم أن الطرق السالكة لا تؤدي الى النجاحات غالباً، في حين أن الصعوبات هي من تصنع الأمجاد”.
وأكدت هلبست عبدالملك انه بالإضافة إلى الصعوبات السابقة، فأن كونها من فئة مكتومي القيد، وعدم امتلاكها الجنسية السورية كانت تعرضها لصعوبات تأمين الوثائق والأوراق الثبوتية اللازمة.
السر في تفوقنا هو الطموح العالي لدينا و اهتمام الأهل الكبير بالعلم و الحرص على توفير كل شيء لنا للتركيز على دراستنا ، بالاضافة إلى روح الإتحاد لدينا منذ دخولنا الجامعة و حتى تخرجنا ، فنحن كطلاب جزيرة كنا جميعاً يداً واحدة ولا نبخل بأي مساعدة لبعضنا البعض من أي ناحية كانت ، وهذا ما ساعدنا بالتغلب على ظروف الغربة طوال هذه السنين.
الطالب الدكتور ريزان صالح مصطفى
ذكر ريزان مصطفى ل xwebûn أن معدله تقريباً ٨٠%، وأن الإختصاص الذي يرغب فيه هو النفسية، وأنه لن يكتفي بالتخرج وفتح العيادة فقط، فالاختصاص لا بد منه، وهذا الوقت يحتاج لأطباء متمكنين من جميع الإختصاصات.
وعن الصعوبات التي واجهها، قال: “الصعوبات حقيقةً لم تكن بالقليلة، أولها تجربة الحياة بعيداً عن الأهل والتأقلم مع حياة محافظة غريبة، والإعتماد التام على أنفسنا توفير السكن والموصلات والطعام والضغط النفسي في أشهر الامتحانات، والشوق لدفأ البيت و طبخ الأم.. من الصعب تلخيص ما واجهناه من صعوبات في بضعة أسطر”.
واختتم ريزان مصطفى حديثه بنصح طلاب الثانوية المقبلين على الجامعة بشكل عام ببذل قصارى جهدهم للحصول على أعلى معدل ليدخلوا الفرع الذي يحلمون به ولا يضطروا للتحسرعلى بضع علامات تحرمهم من حلمهم، وأما الحالمين بالفروع الطبية فعليهم أن يضعوا نصب أعينهم سنوات من التعب والدراسة والإجتهاد دون كلل أو ملل لإستحقاق التخرج والحصول على الشهادة.
الطالب الدكتور أحمد الگعيد
قال أحمد الكعيد ل xwebûn ان معدله النهائي هو 86%، ولديه ثلاثة اختصاصات مفضلة وهي الداخلية الهضمية وهي الرغبة الأولى لشموليتها وشيوع أمراضها، إضافةً إلى الجلدية والجراحة العامة، وأكد أنه اذا سمحت له الفرصة للمتابعة في الدكتوراه فبالتأكيد سيتابع.
وفي الحديث عن سر تفوق طلاب الجزيرة السورية، يرى الگعيد ان العامل الاول هو التوفيق من الله عز وجل، وثانياً السنة التحضيرية، فخريجو دفعة 2021 هي الدفعة الأولى من السنة التحضيرية، التي رفعت سوية الطلاب وأعطت الفرصة لعدد ليس بقليل من طلاب الشرقية في الاستفادة من مفاضلة النامية بحسب قوله.
وكحال كل الطلاب فكانت تكمن مشكلة الكعيد في السفر والبعد عن الأهل.
واختتم أحمد الكعيد قائلاً: “نصيحتي لطلاب الثانوية الحالمين بالطب بالجهد والكدّ والتعب وعدم السماح لأي عقبة في الوقوف في طريقهم وكذلك بعدم دخول الطب إلا إن كان ذلك ناجم عن رغبة قوية لكونه أسلوب حياة أكثر من مجرد علم يُدرس”.
وفي الختام تمنى الجميع التوفيق لبعضهم البعض، آملين أن يكونوا عوناً لأهاليهم في الجزيرة السورية، وأن يكونوا عند حسن ظنهم ويخففوا عنهن تعبهم ما أمكن.