تأسست جمهورية مهاباد بقيادة الزعيم الخالد قاضي محمد في شرقي كردستان بعد نضال طويل ومعارك عنيفة مع الجيش الإيراني وذلك في 22 \ 1 \ 1946 م حيث أعلن الرئيس قاضي محمد وامام حشد جماهيري وفي ساحة ( جار جرا ) عن تأسيس أول دولة كوردية في العصر الحديث ورفع العلم الكوردي .
للأسف لم يدم ذلك طويلاً وذلك نتيجة لتقاطع المصالح السياسية والاقتصادية الدولية وبالتالي تمكنت ايران من جديد باسقاط الجمهورية الفتية بعد \ 11 \ شهراً من اعلانها وذلك في 22 \ 12 \ 1946 م ثم اقدمت الحكومة الإيرانية بإعدام قادتها وعلى رأسهم الزعيم قاضي محمد وذلك في 31 \ 03 \ 1947
وبحسب المصادر التاريخية: “قد ظهر هذا الكيان كنتيجة للأزمة الإيرانية الناشئة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، فبالرغم من أن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية إلا ان قوات الاتحاد السوفيتي توغلت في جزء من الأراضي الإيرانية وكان مبرر جوزيف ستالين لهذا التوغل هو أن شاه إيران رضا بهلوي كان متعاطفا مع أدولف هتلر ونتيجة لهذا التوغل هرب رضا بهلوي إلى المنفى وتم تنصيب ابنه محمد رضا بهلوي في مكانه ولكن الجيش السوفييتي استمر بالتوغل وكان الجيش الأحمر مسيطراً على شمال إيران وكان ستالين يطمح إلى توسيع نفوذ الإتحاد السوفيتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية لها”.
وتضيف المصادر “استغل الكورد في إيران هذه الفرصة وقام قاضي محمد مع مصطفى بارزاني بإعلان جمهورية كوردستان مهاباد في 22 كانون الثاني/ يناير 1946 ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلا بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية و قامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 30 مارس 1947 في ساحة عامة( جارجرا) في مدينة مهاباد وانسحب مصطفى بارزاني مع قواته (البيشمركة) من كوردستان ايران الى كوردستان العراق وبذلك أسدل الستار عن اول جمهورية كوردية فتية “.