لمعرفة مدى إمكانية منع صخرة كبيرة في الفضاء من الاصطدام بالأرض، بحرفها عن مسارها بسلام، أرسلت وكالة ناسا للفضاء مسبار “دارت” للاصطدام بكويكب، مدمرا نفسه في عملية الاصطدام تلك.
الكويكب الصغير الذي يدعى ديمورفوس يدور حول ديديموس ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة، ويتوقع أن يغير الاصطدام زخم الجسم الأصغر بحيث تقل الفترة المدارية إلى نحو 11 ساعة و45 دقيقة.
وأرسلت كاميرا المسبار قبيل وصولها للهدف، وهو كويكب بعرض 160 مترا يسمى ديمورفوس، مباشرة حتى لحظة الاصطدام صورا بمعدل صورة في الثانية.
وجري هذا الاختبار في الفضاء على بعد حوالي 11 مليون كيلومتر عن الأرض، حيث اصطدم مسبار “دارت” الذي يبلغ وزنه 570 كيلوغراما بالكويكب.
وتم الاصطدام في الساعة 23:14 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين. حيث راقبت التلسكوبات هذا من بعيد، بما في ذلك مرصد الفضاء الفائق الجديد المعروف باسم “جيمس ويب”.
وستكون نتائج هذه التجربة عظيمة ومهمة لمستقبل الأرض إذا ما أعطت نتائج إيجابية، والفكرة تعتمد على الحاجة إلى تغيير سرعة الصخرة بمقدار ضئيل لتغيير مسارها، بحيث تخطئ الأرض – شريطة أن يتم ذلك على بعد ووقت كافيين مقدما.
وأوضحت الدكتورة نانسي شابوت التي تعمل في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، والتي تقود مهمة وكالة ناسا: أن مهمة “دارت هي أول مهمة اختبار دفاع كوكبي لإثبات فاعلية اصطدام مركبة فضائية مع كويكب من أجل تحريك موقعه بشكل طفيف جدا في الفضاء”.
وكان ضرب ديموفوس هو التحدي الكبير. إذ لا يستطيع المسبار دارت تمييز هدفه ديمورفوس من ديديموس، الذي يبلغ عرضه 780 مترا، إلا في آخر 50 دقيقة أو نحو ذلك.
وأعاد “دارت” الصور إلى الأرض بمعدل صورة واحدة في الثانية خلال توجهه نحو “الضرب بعمق”. التي ظهرت في البداية كنقطة ضوء في الصور تنمو بسرعة لملء مجال الرؤية بالكامل، قبل أن تنقطع التغذية فجأة مع تدمير المركبة الفضائية.
وحمل دارت معه قمرا إيطاليا مكعباً يبلغ وزنه 14 كغم أطلق قبل بضعة أيام. وتتمثل مهمته في تسجيل ما يحدث عندما يحفر دارت حفرة في الكويكب.
وسوف تصل صوره، التي التقطت من مسافة آمنة تبلغ 50 كيلومترا، إلى الأرض خلال الأيام المقبلة.
ويقول علماء أن الدراسات الاستقصائية للفضاء إلى جانب التحليلات الإحصائية تشير إلى أننا حددنا أكثر من 95 في المئة من الكويكبات المتوحشة التي يمكن أن تبدأ في الانقراض عالميا إذا اصطدمت بالأرض (ولن يحدث ذلك إذ حسبت مساراتها وعرف أنها لن تقترب من كوكبنا). لكن هذا لا يزال يترك العديد من الأشياء الصغيرة التي لم تكتشف حتى الآن، والتي يمكن أن تسبب الفوضى، حتى وإن كان ذلك فقط على نطاق منطقة أو مدينة ما.
وإذا اصطدم جسم مثل ديمورفوس بالأرض، (وهذا لن يحدث)، فقد يحفر حفرة ربما يبلغ قطرها كيلومترا واحدا وعمقها بضع مئات من الأمتار. وسيكون الضرر شديدا في المنطقة المجاورة للارتطام.
وستمتلك وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، بعد أربع سنوات من الآن، ثلاث مركبات فضائية – تُعرف مجتمعة باسم مهمة هيرا – للتعامل مع ديديموس وديمورفوس وإجراء مزيد من دراسات المتابعة.
المصدر :BBC