عقدت الهيئة العليا لحراك XWEBÛN خوبون إجتماعاً بتاريخ أواخر شهر إيلول 2022 م حيث تم بدايةً الترحيب برفاق حزب آزادي الكوردستاني سوريا سابقاً ، الذين قرروا الإندماج في الحراك والعمل ضمن صفوفه بما يخدم القضية القومية لشعبنا في كوردستان الغربية وفق رؤية سياسية فكرية تراعي المصالح العليا لشعبنا وخصوصية أوضاعه ، لبلورة إرادة حرة جامعة عن طريق العمل والنضال الجاد ، لمواجهة التحديات التي تهدد القضية الكوردية في ظل الظروف الداخلية، الإقليمية، والدولية المتغيرة ، فالنظام من جهة ، مازال غيرُ آبهٍ لإيجاد تسوية وطنية شاملة ترى فيهاجميع المكونات السورية من قومية ودينية وطائفية ضمانة لمستقبلها على قاعدة اللامركزية السياسية ، وصولاً إلى بناء دولة المواطنة الحقيقية في المستقبل . ليس هذا فحسب بل النظام لغاية اللحظة لايعترف بوجود الشعب الكوردي في سوريا وهويته القومية والثقافية بالرغم من أنه يعيش على أرضه التاريخية، و يستمر في تحالفاته الإقليمية المعادية للقضية الكوردية. ومن جهة أخرى ، ماتزال مناطق كوردستانية عديدة ( عفرين وسري كانيه وگري سپي ) تعيش تحت نير الإحتلال التركي البغيض وحلفاءه من الفصائل المتطرفة والإرهابية التابعة للإئتلاف الوطني السوري المعارض ، وتتعرض لسياسات البطش والإرهاب والتغيير الديمغرافي ، كما أن المناطق الكوردستانية الأخرى وشرق الفرات ، حيث الإدارة الذاتية وقوات قسد تديرها بدعم من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي مازال يشكل خطراً ، تتعرض بإستمرار للهجمات التركية الحاقدة بمختلف أنواع الأسلحة وخاصة الطائرات المسيّرة ، فقصف المناطق المدنية وعمليات القتل والإغتيال تتكرر دون أن تتحرك قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة لإيقاف هذه الجرائم التي تستهدف إفراغ المنطقة من سكانها ، كما يتطلب منها توفير الحماية الدولية للمنطقة التي تعيش ظروفاً قاسية في ظل غلاء معيشي مخيف وتدني الخدمات العامة ومستوى التعليم وإنتشار المحسوبية والفساد وحملات التجنيد الإجباري وخاصة للقاصرين والإعتقال الكيفي ، إضافة إلى التعامل السطحي اللامسؤول مع ملف التعليم والمدارس ، مما يهدد مستقبل أجيال بكاملها ويخلق البيئة المشجعة للهجرة من الوطن . والإدارة الذاتية لكي تضمن حمايتها وتعزيزها من خلال تأييد ومساندة سكان المنطقة لها من الكورد وبقية المكونات، عليها أن تضمن الحريات الأساسية والأمن والإستقرار وتحسين سبل المعيشة وتبتعد عن التعامل مع المواطنين كسلطة أمر واقع لطرف واحد فقط ، ولديمومتها عليها تقبل الشراكة الحقيقية مع مختلف القوى السياسية الوطنية الكوردية على قاعدة الحوار البناء والمصير المشترك . إن هذه الأوضاع المعيشية المتدهورة وتصدع البيت السياسي الكوردي الداخلي ، وإفرازاتها من الصراعات التناحرية الإقصائية ، تفرض علينا العمل الجاد والصادق لتفعيل الحوار الكوردي الكوردي وتتويجه بإدارة وطنية جامعة قوامها الكفاءات المختصة والخبيرة في كل المجالات لحماية المنطقة وتطوير البنية التحتية الإقتصادية والإدارية والتعليمية لها ، لتحسين مستوى المعيشة وتوفير الأمان والإستقرار لعودة المهاجرين واللاجئين خاصة من دول الجوار وإقليم كوردستان_العراق ، وبالتالي تشكيل منصة وطنية كوردية مستقلة للدفاع عن القضية الكوردية وتمثيلها في الحوارات الوطنية و المحافل الدولية للوصول إلى حل عادل و مستقبل آمن ومشرق لشعبنا في كوردستان الغربية وبقية مكونات المنطقة في دولة لامركزية سياسياً ، تحت ظل دستور عصري يكفل حقوق الإنسان في تنوعه القومي والديني والثقافي من خلال الإحتكام للديمقراطية في ظل العيش المشترك والشراكة الحقيقية في الإدارة والعدالة في توزيع الثروات .
هذا وقد توقف المجتمعون على الأوضاع المستجدة في كوردستان الشرقية وإيران والإحتجاجات الجماهيرية المتصاعدة بالرغم من إستخدام القتل والإعتقال الجماعي والعنف المفرط من قبل النظام الإيراني ومؤسساته القمعية التي لن تستطيع الحد من تطلعات شعبنا في كوردستان نحو الحرية والديمقراطية وتقرير المصير، وفي هذا الإتجاه كانت عملية إعادة توحيد صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني إيران خطوة تاريخية تمهيداً لقيادة نضالات شعبنا في كوردستان الشرقية مع باقي القوى السياسية الفاعلة والوقوف في وجه الطغيان الذي يمارسه النظام الإيراني بحق المدنيين العزل ، وإكتساب المزيد من التعاطف الشعبي والدولي .
وفي نهاية الإجتماع تم التأكيد مجدداً على المضي قدماً في الإنفتاح والتواصل مع جميع القوى السياسية والفعاليات الإجتماعية وخاصة جيل الشباب الواعي ، المؤمن بقضيته القومية والمتسلح بالعلم والمعرفة لتطوير آليات التفكير والحراك الكوردي وإعادة الإعتبار للشخصية الوطنية الكوردستانية المستقلة على طريق تقرير المصير بما ينسجم مع الظروف الموضوعية لكوردستان الغربية .
المجد والخلود لشهداء كوردستان
النصر لقضية شعبنا الكوردستاني
قامشلو / أواخر إيلول 2022 م