من صفحة الأستاذ عبدالباقي يوسف
اعتقد معظم السوريين عند بدء الإنتفاضة السورية في آذار عام 2011 ولشهور طويلة إن النظام في دمشق سينهار لا محال، مثله مثل نظام بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر، وإن قاوم سيكون مصيره كمصير نظام القذافي في ليبيا.
وبالمثل اليوم يعتقد الكثيرون أن القضية اقتربت من الإنتهاء في ضوء المستجدات الأخيرة، أهمها انفتاح دول الجامعة العربية على النظام وعودته لإشغال مقعده في الجامعة والمؤسسات التابعة لها، وحضور الرئيس السوري للقمة العربية في جدة هذا العام، ودعوة الرئيس التركي للمصالحة مع النظام في دمشق قبل الإنتخابات التركية التي أجريت في شهر أيار الماضي، ودعم روسيا المعلن لدعوة الرئيس التركي لإجراء مصالحة بين تركيا وسوريا، وعقد العديد من اللقاءات بين وفود أمنية وسياسية بين البلدين وبإشراف روسي.
بذلك لا يختلف المتفائلون من عودة النظام الى سابق عهده عن هؤلاء الذين تفاءلوا بالسقوط السريع للنظام، من حيث الرؤية المبسطة وأحياناً الساذجة لإبعاد هذه المسألة والتي أصبحت منذ أعوام قضية دولية ولم تعد قضية النظام والسوريين فقط.
المشهد السوري الحالي في جوهره سيطول لنهاية العقد الحالي إن لم يطل أكثر، فـسوريا الدولة تشكلت في بداية القرن العشرين وفي إطار تقسيم منطقة الشرق الأوسط من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وبالتالي فإن إقرار المصير الجديد والمرتقب لسوريا في مجمله مرتبط بشكل وثيق بمستقبل الشرق الأوسط الجديد. نتائج الحرب الروسية الأوكرانية بالتأكيد ستحدد معالم حل القضية السورية.