مع إطلالة عيد نوروز، رأس السنة الكوردية، الذي يمثل رمزًا للتجدد والأمل، يسعدنا في حراك خوى بون أن نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى شعبنا الكوردي الأبي، وإلى جميع الشعوب التي تحتفل بهذه المناسبة العظيمة، وإلى شعبنا السوري. نسأل الله أن يعم الأمن والسلام والوئام ربوع بلادنا، وأن تتحقق آمالنا في الحرية والعدالة والمساواة.
يأتي نوروز هذا العام بعد رحيل النظام الدكتاتوري البعثي الأسدي، الذي خلف وراءه ستة عقود من الظلم والقهر والاضطهاد. لقد عانى الشعب السوري، بمختلف مكوناته، من سياسات النظام العنصرية والاستبدادية، التي استهدفت تفتيت النسيج الاجتماعي وتكريس حكم الفرد والعائلة.
لقد استبشر الشعب السوري خيرًا بسقوط النظام، وتطلع إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، تحترم حقوق جميع مواطنيها، وتضمن لهم العيش الكريم في ظل العدل والمساواة. ولكن، للأسف، خيبت بعض القوى التي تصدرت المشهد السياسي آمال الشعب، وبدأت في الانحراف عن مسار الانتفاضة السورية، وتسعى إلى فرض أجندتها الخاصة.
إن ما شهدناه من ممارسات، مثل التركيبة غير المتوازنة للجنة إعداد المؤتمر الوطني، واستبعاد مكونات الشعب، والقوى السياسية، والإعلان الدستوري المجحف، كلها مؤشرات تدل على أن هذه القوى لا تسعى إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، بل إلى فرض نظام دكتاتوري جديد وفق ايدلوجيتها، لا يختلف كثيرًا عن النظام السابق.
إننا ندعو جميع القوى السياسية السورية، وخاصة الكوردية، إلى التوحد ونبذ الخلافات، والعمل معًا من أجل تحقيق أهداف الإنتفاضة المجيدة، وبناء سوريا الجديدة التي تتسع لجميع أبنائها. إن وحدة الصف الكوردي ليست ضرورية للشعب الكوردي فحسب، بل هي ضرورية لسوريا كدولة، ولجميع مكونات الشعب السوري، لتحقيق دولة تعددية اتحادية، وبنظام ديمقراطي يضمن حقوق الجميع، ويحترم حقوق الإنسان، ويضمن الحريات، ومساواة المرأة.
إن مصلحة الشعب الكوردي تقتضي التوحد والتوافق على رؤية وطنية شاملة للمشاركة في بناء سوريا لكل السوريين، بما فيه الشعب الكوردي، وضرورة عقد مؤتمر وطني كوردي لتعميد تلك الرؤية من قبل الشعب، ووفد يمثل الشعب.
إننا نؤمن بأن تحقيق مثلث الوحدة بين الحركة الوطنية الكوردية، وقوات سوريا الديمقراطية، والإدارة الذاتية الديمقراطية، هو الضمانة الوحيدة لحماية شعبنا ومستقبله، وتحويل شرق الفرات إلى عامل استقرار وازدهار في سوريا المستقبلية.
في هذه المناسبة العظيمة، نجدد تهانينا لشعبنا الكوردي وللشعب السوري، ونأمل أن يكون العام الجديد عام محبة وحرية وسلام، وعودة عفرين وسري كاني، وكري سبي، وجرابلس، وجميع المناطق المحتلة من قبل تركيا إلى حضن البلاد ونهاية للحروب.
الرحمة لشهداء نوروز وشهداء كوردستان وشهداء الحرية.
الهيئة العليا
لحراك خوى بون / Xwebûn
قامشلو في 20/ 3/ 2025