نفت السلطات الإيرانية بشكل قاطع علاقتها بحادث طعن الكاتب سلمان رشدي رغم انتقادها له بشكل دائم.
وكان الكاتب البريطاني سلمان رشدي،جُرح بشكل خطير إثر طعنه في نيويورك إثر مشاركته فعالية قد دعي إليها.
وجاءت الإتهامات للسلطات الإيرانية على خلفية انتقادها اللاذع للكاتب الذي نشر روايته “آيات شيطانية” عام 1988.
فيما وصف الإعلام الإيراني الهجوم الذي تسبب في طعن رشدي بـالعقاب الإلهي.
وأبرزت صحيفة “جام جم” اليومية، التابعة للدولة الإيرانية، النبأ الخاص بأن رشدي قد يفقد إحدى عينيه عقب الهجوم، قائلة “إحدى عيون الشيطان فُقئت”.
وما يشير الأنظار إلى إتهام طهران بالحادث، الفتوى التي دعت إلى اغتيال الكاتب منذ أكثر من ثلاثة عقود.
إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني نفى أي علاقة لبلاده بالحادث، مضيفاً “لا يملك أحد الحق في اتهام الجمهورية الإيرانية الإسلامية”.
وتابع كنعاني : “في هذا الهجوم، نحن لا نرى أي شخص سوى سلمان رشدي وأنصاره يستحقون اللوم وحتى الإدانة”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: “من خلال إهانة أمور الإسلام المقدسة وتجاوز الخطوط الحمراء لأكثر من 1.5 مليار مسلم وجميع أتباع الأديان السماوية، عرّض سلمان رشدي نفسه لغضب وسخط المسلمين”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في بيان إن رشدي “دافع باستمرار عن الحقوق العالمية لحرية التعبير وحرية الدين أو المعتقد وحرية الصحافة”.
ووصف بلينكن مؤسسات الدولة الإيرانية التي حرضت على العنف ضد رشدي على مدى أجيال، وتباهت وسائل الإعلام التابعة للدولة بمحاولة إنهاء حياته. بالأمر الدنيء.
وقال نجل رشدي ، إن حالة والده لا تزال خطيرة، إلا أن روح الدعابة المعتادة والتحدي تبشر بامتثاله للشفاء.
وقال إن الأسرة شعرت “بارتياح شديد” عندما رفع جهاز التنفس الصناعي عن والده، مضيفاً أن والده كان قادرا على قول بضع كلمات.
وحسب الطاقم الطبي فإن سلمان رشدي بعد طعنه، عانى من قطع في الأعصاب في ذراعه، وتلف في كبده، ومن المحتمل أن يفقد عينه.
يذكر أن شخصاً يدعى هادي مطر يبلغ من العمر 24 عاماً، قام بهجوم على الروائي الشهير وهو على المسرح وطعنه عشر مرات على الأقل في وجهه ورقبته وبطنه.
وكان الكاتب البريطاني سلمان رشدي مختفياً لما يقرب من عشر سنوات بعد نشر رواية “آيات شيطانية” في عام 1988،ما حدا بالزعيم الإيراني آية الله الخميني بإصدار فتوى يدعو إلى اغتيال رشدي، ووضع مكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يقتله، وفيما بعد أضافت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية مبلغ 500 ألف دولار أخرى إلى المكافأة في عام 2012.