عقد حراك خوبون جلسة حوارية في مقره الكائن في مدينة قامشلو حول وحدة الصف الكوردي، وتضمنت الجلسة عدة محاور وهي:
1_ المبادئ الأساسية لتوافق الحركة الكوردية من أجل وحدة الموقف السياسي في كوردستان الغربية.
2_ وحدة الموقف في وجه أي إعتداء أو تهديد يمس الشعب الكوردي أو أي جزء من كوردستان مهما كانت الإختلافات الداخلية.
3_ قبول الآخر والبحث عن المشتركات.
4_ضرورة العمل على استقلالية القرار السياسي الكوردي في كوردستان الغربية، رغم أهمية العمق الكوردستاني.
5_ الكف عن الدعاية المغرضة التي تضعف الحس القومي لدى أبناء شعبنا.
هذا وبدأت مناقشة المحاور السابقة من قِبل الحاضرين بعد الوقوف دقيقة صمت اجلالاً واحتراماً لأرواح شهداء كوردستان.
حيث بدأ الكاتب والباحث “نايف جبيرو ” بالحديث قائلاً: إنه يتوجب على الحركة الكوردية والأحزاب الكوردية وضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها كالاقتتال الكوردي الكوردي، والتخوين، والتشهير الإعلامي، وأضاف جبيرو أن أهم الحلول لهذه الظواهر المنتشرة ضمن الحركة الكوردية هو العمل على زيادة الوعي وزيادة التثقيف وقبول الآخر، وهذه الحلول ممكنة في حال تغيير الثقافة الحزبية المتعصبة، والعمل على نشرها ضمن المجتمع حتى تصبح ثقافة عامة ينتهجها المجتمع الكوردي ككل.
ونوه جبيرو إلى أن وحدة الموقف الكوردي لاتأتي عبر إصدار بيان مشترك، إنما يتوجب زرع وحدة الشعور القومي والإحساس والإنتماء لدى الشعب في كوردستان الغربية، والإبتعاد عن سياسة التخوين، وأشار إلى أن ما يعيق زرع هذا الشعور هو اختلاف الايديولوجية الحزبية التي تطغى على معظم أحزابنا السياسية.
وأكد جبيرو على أنه يتوجب علينا معرفة عدونا أولا، من ثم معرفة الجهة التي يجب ان نطالبها لتحقيق مطالبنا وحقوقنا.
من جانبه أكد محمد حسين الناشط والصحفي الكوردي على أنه لا يوجد في مفهوم الأحزاب الكوردية في كوردستان الغربية شيء إسمه الأمن القومي الكوردي، وقال أيضاً : إن الطرفين اللذين يمثلان الحركة الكوردية”المجلس الوطني الكوردي، وحزب الإتحاد الديمقراطي” يعملان على تحقيق مكاسب ومصالح شخصية متناسين شيء اسمه القضية الكوردية أو الأمن القومي الكوردي.
وأضاف حسين أنه يتوجب على المستقلين والمثقفين الكورد التدخل و المطالبة بحقوق الكورد في كوردستان الغربية والحوار مع حكومة دمشق كون حل مشكلتنا تكمن هناك وليس في تركيا وغيرها من الدول، كما أنه يتوجب أن تكون إدارة مناطقنا عبر شخصيات من كوردستان الغربية وليس من أكراد العراق أو تركيا كما هو حاصل الآن.
أما الاستاذ عبد الباقي يوسف رئيس حراك خوى بون، فقد أكد أيضا على أهمية زيادة الوعي وثقافة عدم التخوين ضمن المجمتع الكوردي، وانتقد صيغة البيانات والاستنكارات الصادرة عن الأحزاب والأطراف السياسية الكوردية التي تتضمن تشهير واتهامات كل طرف للآخر.
وأضاف الاستاذ عبد الباقي ان الثقافة القومية والفكر القومي لم يكن طاغياً بين المثقفين والعلماء الكورد في زمن الدولة الاسلامية والعثمانية، إنما الثقافة الطاغية كانت الثقافة الدينية ما أثر سلباً على الطابع القومي منذ ذلك الوقت، وبعد تقسيم كوردستان في القرن الماضي عملت الدول التي تحكم أجزاء كوردستان على طمث هوية وثقافة الشعب الكوردي في دولها، ما أثر أيضا بشكل سلبي على الفكر القومي الكوردي.
كما نوه يوسف إلى أنه من أهم الأسباب التي أثرت على توحيد الثقافة الكوردية في أجزاءها الأربعة هو اختلاف ثقافات الدول التي تقسمت بينها كوردستان واختلاف الثقافة الإقتصادية والإجتماعية داخلها.
وأشار أيضا إلى أن الحركة الكوردية في سوريا ومنذ نشأتها لم تأخذ هذه الأمور بعين الإعتبار، ولم تدرس كيفية معالجتها وتفادي تداعياتها السلبية.
ومن جهة أخرى أكد الاستاذ عبد الباقي على ضرورة العمل مع القوى الدولية لوضع دستور جديد في سوريا يضمن حقوق الشعب الكوردي، لأن الحكومة السورية لم ولن تفكر في حل القضية الكوردية عبر دستورها.
من جهته قال الدكتور فاضل محمد بأن جميع الأحزاب السياسية في دول العالم لديها اختلافات و وجهات نظر مختلفة تماماً، قد تتفق في بعض النقاط لكن لكل منها اتجاهها وفكرها السياسي المختلف، أما بالنسبة للأحزاب الكوردية في غرب كوردستان جميعها تطرح وتعمل على القضية الكوردية في سوريا، لكن لم يبيّن اي منها ما هي القضية الكوردية في سوريا وما هي حقوق الكورد في سوريا، وما الآليات والحلول التي يتوجب العمل عليها من أجل كسب هذه الحقوق.
وأضاف الدكتور فاضل بأن كل جزء من كوردستان لديه خصوصيته وعلاقاته الإستراتيجية مع الدول والمناطق المجاورة لها، ما يعني أنه على الرغم من وجود ما يسمى بالعمق الكوردستاني، إلا أنه يوجد استقلالية وخصوصية تتناسب مع مصالحها الإقتصادية والإجتماعية حتى إذا كانت مع تركيا أو إيران اللتان تعتبران من أعداء الكورد.
ومن جهة أخرى انتقد الأستاذ بنكين وليكا شخصية المواطن الكوردي في غرب كوردستان واعتبرها كشخص مصاب بالانفصام نظراً لتعدد الشعارات التي يدعوا بها في نفس السياق، أما بالنسبة للأمن القومي الكوردي، أكد وليكا على أنه يتوجب على الأحزاب الكوردية التخلص أولاً من تبعيتها المنطقية والإقليمية، من ثم المطالبة والدعوة بما يسمى الأمن القومي، كما أكد على أنه يتوجب انشاء مرجعية ثقافية تشريعية للحركة الكوردية، وبدروها تحدد النقاط والخطوط الحمر التي يتوجب على الحركات والأحزاب الكوردية الإلتزام بها.
أما الدكتور سليمان إلياس بدأ مداخلته بالقول:”الأحزاب لا تبني الدول، بل الشعوب هي من تبني الدول”، وإن الأحزاب الكوردية عبر دفاعها عن مصالحها ومكتسباتها أضرت كثيراً بالشعب الكوردي وحقوقه.
وأكد إلياس على أن الحقوق تكسب بالنضال و الكفاح، والشعب الذي لا يناضل من أجل حقوقه يبقى مجرداً منها إلى الأبد.
وأضاف بأنه يتوجب علينا حل مشاكلنا وخلافاتنا الداخلية قبل أن نتحجج بخلافات باقي أجزاء كوردستان.
وشدد على أن القرار في الشمال السوري بالكامل ليس في يد شعبها، وإنما في يد القوة المحتلة والمتحالفة في المنطقة، كأمريكا، وروسيا، وتركيا، وإيران، كل حسب توزع نفوذه الجغرافي.
واختتم الدكتور إلياس حديثه بأنه يجب على القوى السياسية الكوردية، والأحزاب السياسية و جميع الأطراف الإتفاق على صيغة ومطلب موحد في سوريا، سواء كان حكم مركزي، أو حكم ذاتي، أو فدرالي، من ثم التفرغ للخلافات الداخلية والشخصية فيما بينها.