يتابع حراك خوى بون بقلق بالغ الأحداث المأساوية التي تشهدها مناطق الساحل السوري، والتي طالت المدنيين الأبرياء، وخاصة أبناء الطائفة العلوية. إن ما يحدث من انتهاكات موثقة ومروعة، والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، يشكل جريمة نكراء وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وقيم العدالة والإنسانية، .
إن محاولات الحكومة الانتقالية في دمشق تبرير هذه الجرائم بملاحقة فلول النظام السابق، أو تحميل مسؤوليتها لفصائل خارجة عن القانون، لا يمكن أن تقنع أحداً. فالحقائق على الأرض تشير إلى تورط قوات حكومية في ارتكاب هذه الجرائم، وأن الفصائل التي تتهمها الحكومة بالمسؤولية هي فصائل كان يفترض أن تكون قد تم حلها منذ فترة، وهي ما زالت على علاقات قوية مع الحكومة التركية، وتأتمر بتوجهات الأجهزة الأمنية التركية، والتي لا تريد الاستقرار للسوريين.
بينما يستنكر حراك خوى بون ويدين هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية، فإنه يرفض بشدة هذه الممارسات التي تماثل ممارسات النظام السابق، والتي تستهدف مكونًا سوريًا أصيلًا، وتهدف إلى ترويع بقية المكونات. هذه السياسة لا تخدم الوحدة الوطنية، بل تهدد السلم الأهلي في البلاد. نطالب الحكومة الانتقالية بوقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين الأبرياء، وفتح تحقيق عاجل وشفاف وموثوق بمشاركة جهات دولية محايدة لكشف ملابسات هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما ندعو إلى فتح المنطقة أمام وسائل الإعلام الدولية المستقلة، لضمان وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي، وكشف محاولات التضليل والتعتيم التي تمارسها بعض وسائل الإعلام الموالية للحكومة.
إن طريقة تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، وكيفية إدارته، بالإضافة إلى صياغة المبادئ الدستورية وتشكيل الجيش والأجهزة الأمنية، لا يبشر ببناء وطن جامع لكل مكونات سوريا، بل ينذر بتوجه نحو دولة ذات صبغة طائفية محددة، وهذا ما أثار مخاوف معظم المكونات.
إننا نؤكد أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وتحقيق الأمن والاستقرار والعدالة لجميع السوريين. ونشدد على ضرورة أن تشارك جميع المكونات السورية في صياغة مستقبل البلاد، وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتضمن المساواة والعدالة للجميع.
يعرب حراك خوى بون عن خالص تعازيه ومواساته لأهالي ضحايا الفاجعة الإنسانية التي ألمت بأبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، ويدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين، كما يطالب السلطات في دمشق بفتح تحقيق عاجل وشفاف وموثوق في هذه الأحداث المأساوية.
الهيئة العليا
لحراك خوى بون/ Xwebûn
قامشلو في 3/9/ 2025