أعلن الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر جنازة الزعيم السوفياتي(آخر زعماء الإتحاد السوفيتي) ميخائيل غورباتشوف في الثالث من سبتمبر الجاري، بسبب قيود الجدول الزمني للرئيس.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بوتين قد أعرب عن احترامه صباح الخميس بزيارة المستشفى الطبي المركزي في موسكو، حيث توفي غورباتشوف يوم الثلاثاء.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن ابنة جورباتشوف والمتحدث باسم مؤسسته أن الجنازة ستقام يوم السبت، ويقال إنها ستقام في قاعة الأعمدة الشهيرة داخل بيت النقابات في موسكو ، وهو نفس المكان الذي كرم فيه جسد جوزيف ستالين بعد وفاته في عام 1953.
وبالرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين أشاد بغورباتشوف قائلاً إنه كان له “تأثير كبير على مسار تاريخ العالم”،إلا أن التساؤلات طفت إلى السطح عن سر هذا التغيب، وما إذا كان خوفاً من مخاطر أمنية، أم أن مواقف قديمة قد تكون السبب ؟!
وكان غورباتشوف قد وجه سابقاً انتقادات لاذعة لبوتين عام 2011،خاصة بعد بقاءه في قمة السلطة، حيث قال الزعيم الراحل في حديث عام في الولايات المتحدة إن “استخدام أساليب سلطوية كسياسة للمستقبل خطأ”، في إشارة إلى سياسة بوتين حينها.
وأضاف: “أينما ذهبت… ترى أنه حيثما يكون لديك قادة يحكمون لمدة 20 عاماً أو أكثر … يكون الهدف التمسك بالسلطة…”، وأردف قائلا” أعتقد أن هذا شيء يحدث الآن في بلدنا”.
وفي في مقابلة إذاعية، انتقد غورباتشوف بقاء بوتين في الرئاسة لثلاث فترات، قائلاً “أنصحه بالمغادرة، قضى فترتين كرئيس وفترة كرئيس للوزراء، وأحاط نفسه بتكتلات سياسية”.
كذلك انتقد بوتين غورباتشوف واصفاً انهيار الاتحاد السوفيتي بالكارثة، حيث قال في ديسمبر 2021 إن انهيار الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة عقود كان نهاية “روسيا التاريخية”، مضيفاً أن الأزمة الاقتصادية التي أعقبت ذلك اضطرته للعمل كسائق سيارة أجرة.
لكن بوتين بعد وفاة غورباتشوف عبر عن تعازيه لأسرته ، وقال في بيان: “لقد قاد بلادنا خلال فترة تغيرات معقدة ودراماتيكية وسياسة خارجية واسعة النطاق وتحديات اقتصادية واجتماعية”.
وكان المستشفى المركزي السريري، في روسيا، قد أعلن الثلاثاء 30 أغسطس، وفاة آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشوف عن عمر يناهز 92 عامًا. والحائز على «جائزة نوبل» على أنقاض الحرب الباردة.
شغل جورباتشوف منصب رئيس الدولة في الاتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1990 و1991 ورئيس الحزب الشيوعي السوفيتي بين عامي 1985 و1991. كان يدعو إلى إعادة البناء أو البريسترويكا. شارك رونالد ريغان في إنهاء الحرب الباردة وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1990. آتت البريسترويكا ثمارها في 26 ديسمبر 1991 عندما توارى الإتحاد السوفيتي في صفحات التاريخ بعد توقيع بوريس يلتسن على اتفاقية حل اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.