يحتفل الأمازيغ هذه الأيام وبالتحديد يوم الثالث عشر من يناير كانون الثاني برأس السنة الأمازيغية.

 ويوافق 2022 عام 2972 بالتقويم الأمازيغي. ويختلف تاريخ الاحتفال بهذا العيد بين الأمازيغ بين يومي الثاني عشر والثالث عشر من يناير كانون الثاني. إذ أن السنة الأمازيغية مرتبطة بالتقويم الفلاحي وبفصول العام ويصعب تحديد تاريخ دقيق لدخولها, لذا تعرف أيضا بـ”السنة الفلاحية”.

وابتداء من اليوم الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، يحتفل أمازيغ كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وأجزاء من مصر، برأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يُطلقون عليه اسم “ينّاير” .

ويعتبر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة وهوإحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها.

ويقول بعض المؤرخين, يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ يوم 13 يناير/كانون الثاني، وهو مستوحى من التقويم اليولياني (وهو تقويم فرضه يوليوس قيصر سنة 46 ق. م، ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق. م، في محاولة لمحاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365.25 يوماً مقسمة على 12 شهراً) وكان سائدا شمال أفريقيا خلال فترة الهيمنة الرومانية. ويوافق “يناير” بداية ما يعرف باسم “الليالي السود” التي تدوم 20 يوما، وهي من الفترات التي تسجل انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة.

وبحسب إحدى الحكايات الخرافية الشائعة أنه في التقاليد الأمازيغية كان يناير/كانون الثاني يتكوّن في الأصل من 30 يوما فقط. ويقال في الأساطير إن عجوزا تحدت غضب الشتاء بأخذ ماعزها للرعي خلال اليوم الأخير من يناير/كانون الثاني، وبعد أن شعر هذا الشهر بالإهانة بسبب غطرسة المرأة، اقترض يوما إضافيا من فبراير/شباط، وفرض ليلة شديدة البرودة على العجوز انتقاما منها.

وباعتبار عيد يناير له ارتباط بالطبيعة مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة, ولمواجهة هذه المصاعب، كانت الشعوب الأمازيغية القديمة تُؤلّه الطبيعة.

تقول الأسطورة إن من يأكل حتى الشبع يوم يناير سيكون عامه خاليا من المجاعة أو الفقر, كما تعبر العائلات عن وفرة ثروتها من خلال طهي الكسكس مع 7 خضراوات و7 بهارات مختلفة.

ومن التقاليد أيضا أن تأخذ النساء بعضا من الفتات وتنثره بالخارج للحشرات والطيور، وهي حركة رمزية للتأكد من عدم بقاء أي مخلوق جائعا في يوم يناير.

ومن أشهر عادات الاحتفال برأس العام الأمازيغي ذبح الأضاحي وتوزيع الأكل على ضعفاء الحال، وتسمّى هذه العادات في بعض المناطق الجزائرية “لوزيعة”

بعض الأمازيغيين يعدّون أيضا طبقا كبيرا من الحلويات والمكسّرات والفواكه المجفّفة ثم يسكبون الطبق على رأس أطفال العائلة ليكون حياتهم القادمة حياة خير وسعادة حسب معتقدهم، ثم يوزّع الباقي بين الأطفال والكبار.