في حوار مع جريدة الشمس المصرية،وفي سؤال للجريدة عن الشعب الكوردي،قالت د.ليلي الهمامي الخبيرة التونسية في العلاقات الدولية والمرشة السابقة للرئاسة التونسية :”أن القضية الكوردية مظلومتاريخياً”.واتهمت المجتمع الدولي بالتؤاطو ضدها والتخلى عن قاعدة حق الشعوب في تقرير مصيرها التي يكفلها القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأوضحت الهمامي أن القضية الفلسطينية ألقت بظلالها على قضايا الشعوب المضطهدة في العالم وفي مقدمتها الشعب الكوردي، مؤكدة في الوقت نفسه أن ما وصفته بـ اكراهات الجغرافيا ومصالح دول المنطقة ضربت حصاراً إعلامياً وسياسياً حول حقوق الشعب الكوردي الذي يشكل ديموغرافيا متوازنة بين إيران وتركيا وسوريا والعراق خاصة إذا ما أضفنا معطى البترول في كوردستان العراق.
وأشارت المرشحة السابقة للرئاسة التونسية إلى أن هذه المعطيات الأساسية تفسر الاعتداءات المتكررة التي تنتهك بموجبها تركيا السيادة العراقية والسورية، معتبرة أن ملاحقة ثوار حزب العمال الكوردستاني كانت الذريعة الكلاسيكية لاختراق الحدود العراقية من الجيش التركي.

وأوضحت الهمامي أن الحدود الفاصلة ببن الشعوب والدول حالة مؤقتة قد تتجاوزها الإنسانية لكونها مقترنة بالخصوصيات القومية والعرقية والطائفية، وأن القضية الكوردية قضية عادلة وأن مستقبل النضال من أجل كيان كوردي موحد حتمية لا مفر منها.
وأكدت الهمامي في حديثها على أن النزول نحو وحدة الدول لا يلغي حق الشعوب في الوجود الحر والعمل على إبراز ما يمثل هويتهم و مميزاتهم،وبالتالي فإن للشعب الكوردي الحق في التعبير عن ثقافته وهويته فضلاً عن حقه في الحكم الذاتي في وحدة الثقافة والهوية التي يتمتع بها.
وقالت المرشحة السابقة للرئاسة:” أنه في مرحلة ثانية قد يتمكن الأكراد بما يملكونه من رؤية ومشروع في المنطقة من تشبيك العلاقات والتقدم نحو كيان موحد ومشترك خارج الأنماط الكلاسيكية المتعارف عليها في المنطقة بعيداً عن فكرة الانفصال سيئة السمعة كما حدث في جنوب السودان.
وعن خصوصية المرأة الكوردية،اعتبرت ليلي الهمامي أن المرأة الكوردية تمثل عنوان للكفاح في مختلف جبهات النضال في سوريا والعراق وتركيا.
وأكدت الهمامي في حوارها مع جريدة الشمس نيوز أن المرأة الكردية تحمل ثقافة تقدمية تجمع بين دورها الإجتماعي والسياسي، وهو ما قادتها إلى القول عن ضرورة دعم وتعميم تجربة المرأة الكوردية نظراً لما تمثله من هذه رمزية تتجاوز صورة المرأة الخاضعة.
يذكر أن الخبيرة السياسية ليلي الهمامي تعتبر من الشخصيات المؤثرة على الساحة التونسية حيث تلقت معظم مسيرتها الأكاديمية والمهنية خارج تونس دون أن تفقد الصلة بالواقع التونسي، ورشحت نفسها لمنصب الرئاسة التونسية،لاعتقادها أنها الأنسب لهذا المنصب في الاستحقاق القادم خاصة أنها خارج كل نزاع وبعيدة عن كل أنواع تصفية الحسابات السياسية التي سممت الأجواء السياسية في تونس منذ عقود، حسب رأيها،وأشارت أنها قادرة على انجاز مصالحة وطنية للم شمل البلاد وإنهاء الخلافات التي تباعد بين مكونات المجتمع السياسي التونسي.