أصدرت المحكمة الجزائية في الولايات المتحدة الأميركية، حكما بتعويض الصحفي الأميركي كيفن دوز بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي، وذلك بعد أن تقدم الصحفي المعتقل لدى الحكومة السورية بدعوى ضدها بتهمة الإعتقال والتعذيب على مدار 4 سنوات.
وبحسب شركة المحاماة والدفاع الأمريكية ميلر آند شوفالييه، فإن دوز سيتلقى التعويض من صندوق ضحايا الإرهاب “USVSST Fund”
الذي يتم تمويله من أموال الحكومة السورية المجمدة.
وقال قاضي المحكمة الأمريكية رودولف كونتريراس في حكمه، إن “طبيعة الأفعال السورية (النظام السوري) تستحق الشجب وأشد الإدانة”.
وجاء في ملف دوز،أنه احتجز في زنزانة بلا نوافذ وتعرض للتعذيب المتكرر على يد المخابرات العسكرية السورية التابعة للنظام، ونتيجة لهذا التعذيب أصيب بارتجاج في المخ، وتلف دائم في الأعصاب، وأمراض جسدية أخرى.
وكان المصور الصحفي دوز تعرض للاعتقال عام 2012 على أحد الحواجز الأمنية بعد دخوله إلى سوريا رفقة صحفيين ومسعفين،وتعرض لتعذيب شديد من قبل الأمن السوري، وأطلق سراحه في نيسان 2016.

يذكر أنه ألقي القبض في شتاء 2012 على كل من جراح العظام البريطاني عباس خان، والصحفي كيفن دوز من قبل فرع تابع للمخابرات العسكرية المعروف باسم “فرع فلسطين”، واتفق كل من دوز وخان أن الذي سيخرج أولًا من بينهما سينقل أخبار الشخص الذي تركه وراءه، بالنظر إلى أن النظام كان يخفي حقيقة أنه كان يحتجزهما على الإطلاق.
وفعلاً حصل خان على الفرصة الأولى للخروج من السجن، ليخبر العالم الخارجي عن كيفن دوز، حيث كانت عائلة خان مصممة على العثور على ابنها، وتواصلت مع سوريين موالين للنظام عبر “فيس بوك” وعلمت أنه على قيد الحياة وأنه مسجون في دمشق، حتى إن والدته فاطمة خان ذهبت إلى سوريا لرؤيته.

وسمحت حكومة النظام بزيارة والدة خان لابنها بدمشق في تموز 2013.

وخلال اللقاء،أخبر خان والدته عن دوز الموجود في الزنزانة المجاورة وحثها على تنبيه المسؤولين الأمريكيين.

وكان دوز رفع الدعوى في 15 من تشرين الأول 2021 ضد حكومة النظام السوري في المحكمة الجزائية الأمريكية بواشنطن العاصمة.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية شكرت روسيا التي بادرت بمساعدة دوز وإطلاق سراحه،وتوجيه الأخيرة توبيخاً لدوز في بيان رسمي لدخوله الأراضي السورية بشكل غير قانوني، محذرة إياه من العودة، قائلة، “نأمل ألا يضع نفسه في وضع مماثل مرة أخرى وأن تقدّر واشنطن لفتة دمشق”.

وأثار إطلاق سراحه غير المتوقع الأمل بالإفراج عن مواطن أمريكي آخر “اختفى” في سوريا، هو أوستن تايس، الصحفي المستقل الذي خدم سابقًا في مشاة البحرية الأمريكية،والذي اختطف بدمشق في آب 2012، ولم يعترف النظام باحتجازه، بينما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه ما زال محتجزًا لدى النظام أو مجموعة تابعة له.