يبدوا ما يحدث من مصادمات في الفترة الأخيرة بين حزب العمال الكوردستاني p.k.k و تركيا ، من خارج الحدود ، تحديداً ضمن إقليم كوردستان الفيدرالي/ العراق وانعكاساتها المباشرة على كوردستان الغربية / سوريا ستستمر إلى مالا نهاية ، كلما دفعت متطلبات أطراف الصراع الإقليمي والدولي إلى مزيد من العنف ، على حساب معاناة الشعب الكوردي ، قتلاً ودماراً وتهجيراً واحتلالاً . في الوقت الذي تتغاضى تركيا عن إيجاد أي حل سياسي لقضية الشعب الكوردي العادلة بشكل سلمي ولا تتوانى عن إيجاد الحجج الواهية لإبقاء أكثر من 30 مليون نسمة في كوردستان الشمالية رهين سياساتها الداخلية والخارجية القائمة على العنصرية الأتاتوركية .
هكذا يتكرر ويستمر عدوان تركيا على الشعب الكوردي الأعزل ، من خلال القصف الجوي الذي لا يكف عن تدمير كل ما يتعلق بحياة البشر في هذا الشتاء الذي يزيد معاناة الناس أضعافاً مضاعفة ، رغم الظروف العامة السيئة التي تمر بها سوريا منذ أكثر عقد من الزمن دون حل سياسي في المنظور ، لهذا فإن السياسات الخطيرة التي تنتهجها تركيا تهدف إلى إنهاء الوجود الكوردي في هذا الجزء العزيز من وطننا كوردستان من خلال استهداف الجغرافية البشرية و مصادر الطاقة و كل ما يتعلق بالمدنيين الآمنين ، لفصل الإنسان عن المكان وعدم التصادم مع القوات العسكرية من مختلف الأطراف التي تعج بها منطقة شرق الفرات ، بترتيب وتوافق بين أمريكا وروسيا وتركيا ذاتها بعد احتلالها لمناطق عفرين وسرى كانية / رأس العين و كرى سبي/ تل أبيض منذ ربيع عام 2018 .
لا يختلف عدوان تركيا الحالي على الشعب الكوردي في سوريا بحجة وجود p.k.k عن سلسلة جرائمها بحق شعب كوردستان على مرّ التاريخ ، سواء داخل حدودها السياسية أو خارجه ، منذ نشوء هذه الدولة الإشكالية ، لهذا فإن فرض أسباب التهجير الجماعي القسري بسبب العمليات الحربية يأتي في إطار سياسة عنصرية ممنهجة ، وبالضد من القانون الدولي الإنساني و القوانين والإتفاقات التي تشمل الأحكام المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات النزاعات والحروب وفق شرعة الأمم المتحدة .
كما أن المسؤولية القانونية على حماية المدنيين تقع على عاتق قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على اعتبار إن منطقة شرق الفرات هي تحت سيطرة النفوذ الأمريكي ، لهذا فإن استمرار هذا الوضع على ماهو عليه دون وضع حد لاستمرار العدوان التركي الإجرامي ودون حظر طيران ، يعني ترك يد تركيا إلى احتلال مزيد من مناطق كوردستان الغربية من خلال استكمال المنطقة العازلة التي ستمتد من ديريك إلى سري كانية / رأس العين ، في ظل صمت وربما ترتيب و ترحيب من أطراف متنفذة على الأرض لها مصالح مستقبلية مشتركة .
حراك خوى بون Xwebûn
قامشلو في 2024/1/15 .